الرئيسية آراء وأقلام المرأة الفلسطينيةدورها في مقاومة المشروع الصهيوني

المرأة الفلسطينيةدورها في مقاومة المشروع الصهيوني

IMG 20231129 WA0026.jpg
كتبه كتب في 29 نوفمبر، 2023 - 2:40 مساءً


عبد الإله شفيشو / فاس

تأني كنابة أسطر هذا المقال حيث يجري الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بتاريخ 29 نوفمبر من كل سنة، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني إذ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نفس هذا التاريخ في عام 1947 قرار تقسيم فلسطين أو ما بات يُعرف باسم خطة تقسيم فلسطين، وهذا اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصةً لاستدعاء انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه العادلة و المشروعة في الاستقلال و الحرية والعيش الكريم.
الحديث عن المرأة الفلسطينية هي أيقونة القضية الفلسطينية فهي الأم التي أنجبت المقاومين والشهداء وربتهم على العزة والكرامة، وهي الأخت التي صادقت وعلمت وكانت الظهر الحامي للمقاوم الفلسطيني، وهى الحبيبة والزوجة التي دفعت للأمام وبثت الحماس وكانت كتفا بكتف في المقاومة منذ اندلاع الشرارة الأولى، وكانت وما زالت رمز المقاومة الثائرة والأسيرة والشهيدة، فقد كانت الشرارة الأولى لتحرك مؤثر للمرأة الفلسطينية في عام 1925 من خلال الإحتجاج على زيارة وزير الخارجية البريطاني آن ذاك “بلفور” إلى القدس وإتمام زيارة المسجد الأقصى وبعدها شهد التحرك النسائي الفلسطيني نشاطا كبيرا على كافة الأصعدة وخاصة في عام 1929 أثناء ثورة البراق حيث أسست جمعية السيدات العربيات ويليه الإتحاد النسائي العربي ومكانها القدس ثم تشكل بعد ذلك الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية والذى ساهم بشكل فعال في توسيع نطاق المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي.

الحديث عن المرأة الفلسطينية ودورها في المقاومة وتحديداً في 08 مارس يكتسب بعداً إضافيا لتزامن يومها العالمي مع يوم الأرض 30 مارس الذي يمثل هو أيضاً عنواناً للصمود والثبات الفلسطيني التاريخي بشكل عام وبالتالي صمود المرأة بشكل خاص، فلا يمكن بالتأكيد تجاهل دورها في مواجهة الحصار غير الشرعي وغير الإنساني ضد قطاع غزة وعندما نتحدث عن دحر وإفشال العدوان الهمجي الإسرائيلي الأخير 07 أكتوبر (طوفان الأقصى) والحروب التي سبقته لا يمكن أيضاً تجاوز أو تجاهل دور المرأة في الصمود والثبات وعدم التراجع أو الإستسلام أمام آلة الحرب الإسرائيلية، فثمة حضور بارز للمرأة الفلسطينية في مواجهة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي بصمود أسطوري للعائلات المهددة بالتهجير تختصره النموذج المقدسي المغربي الذي تقدمه السيدة “عائشة المصلوحي“ المولودة قبل النكبة مايو 1948 لأب مغربي وأم مقدسية في حي المغاربة الذي دمره الإحتلال بمجرد إحتلاله المدينة المقدسة في يونيو 1967 والتي باتت تمثل تجسيداً حياً لصمود ورباط المرأة الفلسطينية عكس لرواية تزوير التاريخ من قبل المستعمرين وتابعيهم من المطبّعين الجدد.

الحديث عن المرأة الفلسطينية ودورها في المقاومة نورد ما جاء في مجلة الوطن العربي نقلا عن تقرير جرى تسريبه بواسطة جمعية نسائية تشكلت لنصره المعتقلات السياسيات الفلسطينيات: (أدركت الإدارة الإسرائيلية أن الحرب هي الحرب وإن للنساء الفلسطينيات دوراً فعالاً في المقاومة لذلك لا بد من اعتقالهن وتعذيبهن إذ لزم الأمر لنزع الاعتراف منهن)، ولم يكن الإعتقال أو الضرب أو الجرح أو الشهادة فقط ما تواجهه المرأة الفلسطينية من خلال دورها في المقاومة بل واجهت حربا ديمغرافية مبرمجة هدفها الحد من التكاثر الفلسطيني وليس أدل على ذلك من إجابة “غولدا مائير” عندما سئلت عن السبب الذي يمنع عنها النوم قالت:(أنه ولادة طفل عربي) فالهاجس الديمغرافي يشكل قلقاً دائماً على الذهنية الصهيونية وخصوصاً الأحزاب المتطرفة، إن تصريحات قادة إسرائيل وأدبياتهم تعبر عن قلقهم من تزايد السكان الفلسطينيين مما دفع ببعض أجهزتهم الأمنية بتسميم خزانات المياه في مدارس البنات بمواد كيماوية تسبب العقم والإجهاض وكل هذا ليؤكد بأن هناك تعمدا مشفوعا بأوامر عسكرية بخصوص دور المرأة الفلسطينية في المقاومة في الأرض المحتلة.

الحديث عن المرأة الفلسطينية دور مهم تلعبه في بناء مجتمع قوي وتمكينه من مواجهة كل المؤامرات التي تحاك في حق الشعب الفلسطيني فهي التي تضحي بأبنائها من أجل الحرية والمقاومة والدافع عن أرض فلسطين ضد آلة الحرب الصهيونية وفي هذا السياق قالت “أسمهان عبد العال” عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: (أريد أن أبعث برسالة إلى العالم مفادها بأن المرأة الفلسطينية رمز للمقاومة، وأنها حالة فلسطينية يمكن أن تكون نموذجًا لأي إمرأة في العالم، لأنها من خلال التضحية بأولادها وزوجها في سبيل الله والمسجد الأقصى، قد أظهرت مثالاً رائعًا على الصبر والمثابرة)، لقد أسر العدو الصهيوني مئات النساء الفلسطينيات في سجونه خلال سنوات الصراع الماضية ومن النساء اللواتي تعرضن لظروف سيئة للغاية ولجميع أنواع الإهانات والتعذيب في سجون المحتلين الصهاينة لما يقمن به من أدوار في مقاومة المشروع الصهيوني.

مشاركة