المحللون السياسيون: منح الجزائر مستشفى ميداني للبوليساريو متاجرة سياسية في الوضع الإنساني

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة / فاطمة القبابي

وضعت السلطات الجزائرية، الجمعة المنصرم، مستشفى ميداني، رهن إشارة البوليساريو الانفصالية، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19.


وهو ما يؤكد استمرار الجارة الجزائر على تغذية الانفصال، وزعزعة الاستقرار الإقليمي، رغم الظروف الاستثنائية، المتعلقة بانتشار وباء كورونا.


في هذا الصدد أوضح المحلل السياسي محمد بودن، “أن منح النظام الجزائرى مستشفى ميداني لجبهة البوليساريو يؤكد أن الجزائر لن تكف عن القيام بأية خطوة ترجع بالعلاقات المغربية الجزائرية خطوات أخرى إلى الخلف، وأنها تشتغل بدون تعقل على سيناريو عدم الاستقرار بالمنطقة”.


و أشار الأكاديمي محمد بودن، إلى أن هذا القرار لا يعدو أن يكون تسييسا غير انساني للوضع المتدهور بمخيمات تندوف وقيمته الإنسانية و الطبية منعدمة أمام الطابع السياسي الذي تعمل الجزائر على اضفائه باستمرار على آلام المحتجزين حتى في عز ازمة كوفيد-19. مضيفا أن “هذه المتاجرة السياسية في الوضع الانساني للمخيمات تؤكد مرة أخرى وبصورة أوضح على أن الجزائر طرف حقيقي في النزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية.


و أكد بودن، أن الأمر يتعلق بتبديد اموال الشعب الجزائري في قضية لا تعنيه ،وكان من الأولى إحداث هذا المستشفى الميداني بإحدى الولايات التي تعرف تطورا متسارعا للحالة الوبائية كالبليدة، الجزائر العاصمة، وهران.، سطيف وقسنطينة”.


و استعان المحلل السياسي، محمد بودن، بحكاية من التراث الشعبي الجزائري، لتحليل القرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية في هذه الظرفية، قائلا: “يحكى أن سيدة توفي زوجها وإذ هو مكفن لم يدفن بعد سمعت السيدة بوفاة جارها محمود فهرولت لتقدم واجب العزاء فيه متناسية أن تأخذ العزاء في زوجها ومن ثم صار يضرب هذا المثل في الظروف التي يبادر فيها أصحابها إلى حل مشاكل غيرهم مقابل تجاهل غير مبرر أو مفهوم لظروفهم العصيبة.


و بالتالي فالجزائر بهكذا قرار ليست أفضل حالا من السيدة التي قيل عنها ” خلات راجلها ممدود ومشات تعزي في محمود”.


و من جهته أوضح الدكتور عباس الوردي أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، أن قرار السلطات الجزائرية، يدل على خطة جديدة من خطط الجيش الجزائري في خلق بلبلة حول القضية الوطنية، مما يثير مجموعة من التساؤلات في هذه المرحلة بالذات، لماذا الجزائر تغير من سياستها إزاء المنتظم الدولي خاصة فيما يتعلق بتسخير الجيش للمشاركة إلى جانب القوى الدولية تحت إشراف أممي في تدبير بؤر التوتر التي تعرفها المنظومة الدولية.


و أضاف الأستاذ عباس الوردي، أن الجزائر في هذا الوقت تسعى لتغيير سياستها إزاء المنتظم الدولي، والحديث بلسان البوليساريو بطريقة مباشرة أمام مرأى دول العالم التي يجب أن تشهد على ظلوع الجزائر في بلبلة السلم الإقليمي خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

اقرأ أيضاً: