الرئيسية أخبار وطنية “الكوتشيات”… وسيلة نقل شعبية أم خطر متجول في شوارع الخميسات؟

“الكوتشيات”… وسيلة نقل شعبية أم خطر متجول في شوارع الخميسات؟

IMG 20250420 WA0177
كتبه كتب في 20 أبريل، 2025 - 9:59 مساءً

رغم التطور الذي تعرفه مدينة الخميسات في مختلف المجالات، لا تزال العربات المجرورة بالدواب، المعروفة بـ”الكوتشيات”، تفرض وجودها كوسيلة نقل أساسية لدى فئة واسعة من السكان، خاصة يوم الثلاثاء، تزامنًا مع السوق الأسبوعي. فبفضل تكلفتها المنخفضة وقدرتها على الوصول إلى أحياء يصعب على وسائل النقل الأخرى بلوغها، باتت “الكوتشيات” الخيار الأول لعدد كبير من المواطنين

لكن هذا الوجه الإيجابي يخفي وراءه سلسلة من الإشكالات الخطيرة التي أصبحت تؤرق الساكنة والسلطات على حد سواء. فهذه العربات، التي غالبًا ما تُقاد من طرف أطفال قاصرين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، تفتقر إلى أدنى شروط السلامة: لا مكابح، لا إشارات ضوئية، ولا منبهات صوتية. كما يتم تحميلها بعدد ركاب يفوق بكثير طاقتها الاستيعابية، مما يزيد من احتمال وقوع حوادث مؤلمة.

الأخطر من ذلك أن بعض سائقي هذه العربات، سواء من القاصرين أو الراشدين، يكونون في حالة غير طبيعية، أو يتصرفون بتهور لا يراعي سلامة الركاب ولا المارة. كما لا يتردد البعض في استعمال العنف تجاه الحيوانات المسكينة التي تجر العربات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى خروجها عن السيطرة.

أما نقطة الانطلاق والتوقف المخصصة لهذه العربات، فهي في حالة كارثية، تنبعث منها روائح كريهة بسبب مخلفات البهائم، وتفتقر لأي تنظيم أو احترام لشروط النظافة والسلامة، لتتحول إلى ما يشبه “زريبة” في قلب المدينة، في مشهد لا يليق بمدينة تسعى إلى التطور.

ورغم المجهودات الجبارة التي تبذلها فرقة السير والجولان بالمنطقة الإقليمية للأمن بالخميسات، من تحرير مخالفات وحجز بعض العربات المخالفة، فإن الواقع لا يزال على حاله، حيث يصرّ بعض أصحاب “الكوتشيات” على فرض قانونهم الخاص، في تحدٍّ واضح للقانون.

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل هذه العربات خارج إطار التنظيم والمراقبة؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة لإيجاد بدائل حضارية تحافظ على سلامة المواطنين وكرامة الحيوانات

مشاركة