الرئيسية أخبار القضاء القاضية جميلة صدقي تجربة وعطاء.. و سيرة متفردة تعجز الصفحات عن سردها… .

القاضية جميلة صدقي تجربة وعطاء.. و سيرة متفردة تعجز الصفحات عن سردها… .

IMG 20190120 WA0121.jpg
كتبه كتب في 20 يناير، 2019 - 10:58 مساءً

صوت العدالة

سيرة هذه المرأة لا تحملها الصفحات، ولا تتحملها أقلام للكتابة في التميز نفسه .. وهي النجاح كما يصفها الجميع..
تمتعت هذه المرأة المغربية بطابع القيادة، وثقافة قوامها التميز في مجالات عدة، حتى ما عاد باستطاعة أحد أن ينكر مساهمتها الكبيرة في الرفع من شأن المرأة المغربية، إذ عملت من خلال تجربتها المتميزة و دورها الريادي على اثراء عملية التغيير،و بلورة مفاهيم جديدة، تروم مساهمة المرأة في المجتمع المدني مواكبة وتأطيرا ومشاركة، بالموازة مع عملها في الحقل القانوني.

الاستاذة جميلة صدقي نموذج حي للمرأة الأنيقة المكافحة، امرأة خرجت الى العالم لتفرض نفسها وافكارها في مجال القانون والمجتمع المدني كمواطنة وقاضية وحقوقية، فبنت طموحا سيصل الى العالمية رغم كل التحديات والعوائق، متجاوزا حدود الوطن الجغرافية الى إيجاد موطئ قدم مستحق بأرض المهجر، حيث مثلت المغرب خير تمثيل ، فشرفته في ميدان كان الى عهد قريب حكرا على الرجال.

تسلقت الاستاذة جميلة صدقي سلم المهنية بعد سنوات من الكد والجد ضمنت بعدها أحقيتها بممارسة مهنة القضاء ،كواحدة من النساء الرائدات اللواتي حق للوطن أن يفتخر بهن.. فبعد حصولها على شهادة الباكالوريا سنة 1985 اختارها القدر لتلج كلية الحقوق بالرباط لتتوج مسارها المتميز بالحصول على الاجازة في القانون الخاص سنة 1989 بميزة مشرف جدا بعدما اظهرت تفوقا دراسيا منقطع النظير داخل صفوف المدرج.

تفوقها في مجال القانون وشغفها وحبها لهذا المجال.. جعلها تلج المعهد العالي للقضاء بالرباط عازمة على صبر اغوار هذا الميدان وخوض تجربة حقيقية، لتتخرج منه سنة1992 حاملة للمسؤولية ومتشبعة بمبادئ العدالة الانسانية، لتراكم منذ بداية تنصيبها تجربة فذة ارتقت بها لتشتغل منصب نائب وكيل للملك بالرباط.. مسارها الحافل لن يتوقف عند هذا الباب بل سيتوسع نشاط اشتغالها ويتعزز بتجربة جديدة انطلقت منذ سنة 1994 الى 2005 كمقرر قضائي معني بقانون العقار ثم قاضية مسؤولة عن ملفات الأحوال المدنية فرئيسة غرفة الحوادث المهنية بين سنة 1998 و 2005.

طموح هذه المرأة سيتجاوز كل التطلعات، حيث ستشغل منذ مطلع سنة 2000 الى 2005 منصب قاضية مسؤولة عن المغاربة المقيمين بالخارج، في ظل الاهتمام الذي توليه المملكة لرعاياها خارج الوطن بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس.. قصد النظر في شؤون الجالية وقضاياها.. حنكتها وبراعتها في فك القضايا سيجعلها تحظى بالثقة لشغل منصب مستشار في ديوان وزير العدل بالرباط خلال سنتي 2006-2007. تم عضو خبير في مجموعة العمل المغربية حول الوضع المتقدم للمغرب والاتحاد الأوروبي بين سنتي 2008 و 2010.

السفينة ستتواصل ابحارها بطعم النجاح والتألق، حيث ستكرس مسار حياتها للعمل الرائد المتميز لينطلق مشوار مليئ بالانجازات التي عبرت حدود الوطن تشريفا وتكريما، فسنوات 2008 – 2013 ستبقى شاهدة على براعة هذه المرأة، حيث شغلت منصب مديرة مشروع (خطة العمل 2008/2009 و 2009/2011) والتعاون الإداري بين المغرب وبلجيكا، تم عضو وخبير في المجموعة القضائية الرباعية لمكافحة الإرهاب المكونة من (المغرب ، بلجيكا، فرنسا ، أسبانيا) بين 2008 و 2018 .. ثم قاضية ومستشارة قانونية في سفارة المملكة المغربية ببروكسل و رئيسة مكتب وقسم الاتصال بالمملكة المغربية معتمدة لدى السلطات القضائية البلجيكية، والهيئة العامة الاتحادية للعدل في بلجيكا، ويذكر انه تم تعيينها في منصب قاضية مكلفة بالإتصال بمحكمة النقض بالمملكة المغربية.

IMG 20190119 WA0197
تكوينها في القانون فاق كل التكهنات، ففي سنة 2015 عملت على تطوير كفاءتها وقدراتها المهنية من خلال مشاركتها في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية، فكانت خطاها متألقة سنة 2015 بتكوين في المعهد الوطني لعلم الجريمة التي أظهرت من خلاله المامها الكبير بهذا المجال، وقبله تكوينات بمحكمة العدل الأوروبية لكسمبرغ اتعرج على تكوين عالى بالمجلس الأعلى للعدالة البلجيكية الذي اندرج في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العدالة، تم تكوين في باب خدمات الشرطة الاتحادية البلجيكية في بروكسل وكذا في مكافحة تبييض الأموال CETIF الذي يروم ويهدف الى معالجة الخلايا والمعلومات المالية دون إغفال تكويات بالمعهد الوطني للقضاء بباريس ، فرنسا قصد صبر اغوار واكتشاف العدالة الفرنسية سنة 2004.

موجة النجاح تتواصل بشهادة محكمة المقاطعة القانونية الثانية ، ولاية نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية وكذا بتكوين رائد في الولايات المتحدة حول موضوع “حقوق الطفل والمرأة.. لتبرهن هذه المرأة بالفعل عن أحقيتها بالتفرد داخل الوطن وخارجه دون استثناء، فهي بكل بساطة المنارة التي شرفت المغرب وحملت علم الوطن وعدالة المغرب الى بقاع العالم.
لينتهي بها المقام كمستشارة القانونية ببعثة المملكة المغربية لدى الاتحاد الاروبي.
جميلة صدقي شرف وتشريف للمغرب، لانها كانت ولا تزال تسخر كل كفاءتها لخدمة العدالة الانسانية، التي لم تبقى في نظر هذه المرأة حبيسة البعد الجغرافي بل تعدته الى تجاوز حدود الوطن لتعلن للعالم أن المرأة المغربية غنية عن التعريف..

مشاركة