صوت العدالة: محمد زريوح
اندلعت في بلدة “توري باتشيكو” بمدينة مورسيا الإسبانية ليلة ثانية من التوترات بسبب تصاعد أعمال العنف ضد المهاجرين المغاربة. هذه التوترات ناتجة عن دعوات تحريضية أُطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعات عنصرية. نتيجة لذلك، اضطر العديد من الأسر المغربية إلى البقاء في منازلهم خوفًا من الاعتداءات التي تطالهم يومًا بعد يوم، مما يزيد من حدة الصراع الاجتماعي في البلدة.
استجابة لهذه الأحداث المتسارعة، أعلنت السلطات الإسبانية عن نشر أكثر من خمسين عنصراً من الشرطة المحلية والحرس المدني في محاولة لاحتواء الشغب. وتبين أن هذه المجموعات العنصرية، التي كانت تروج للعنف ضد المهاجرين المغاربة، جاءت من خارج البلدة، مما يعكس الطبيعة المنظمة للتحريض العنصري الذي شهدته البلدة، ويزيد من تعقيد الوضع.
حسب إفادات بعض الأسر المغربية المقيمة في البلدة، فإن المعتدين لم يكونوا من سكان “توري باتشيكو”، بل وصلوا استجابة لدعوات على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الأسر أكدت أنها شعرت بالخوف الشديد واضطرت للبقاء في منازلها لعدة أيام، مما يعكس حجم العنف الموجه ضدهم. هذا التصعيد أصبح يهدد سلامة المهاجرين في المنطقة ويزيد من العزلة الاجتماعية.
الأزمة بدأت عندما تعرض رجل مسن إسباني للاعتداء من قبل أربعة أفراد مجهولين، وهو الحادث الذي أشعل غضب العديد من المواطنين. أكثر من 500 شخص خرجوا للاحتجاج، ربطوا الجريمة بالمهاجرين المغاربة واعتبروا أن هؤلاء هم المسؤولون عن الحادث. في الوقت نفسه، كانت السلطات المحلية عاجزة عن تقديم أي تفاصيل جديدة حول دوافع الجريمة، مما جعل الشكوك تتزايد وفتح الباب أمام مزيد من الاحتقان.
في هذا السياق، يحاول بعض المحسوبين على حزب فوكس اليميني المتطرف استغلال الحادث لزيادة الضغط على الحكومة الإسبانية. مطالبات هؤلاء الأشخاص بطرد المهاجرين المغاربة من إسبانيا تُعزز من المخاوف من تصاعد الاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين في مناطق أخرى. هذه الدعوات من قبل التيارات المتطرفة تأتي في وقت حساس، ما يساهم في خلق أجواء غير مستقرة في المجتمع الإسباني.
من جهة أخرى، عبّر بعض الساسة الإسبان عن استنكارهم لهذه الأعمال العنصرية، مؤكدين على ضرورة توفير الحماية لجميع المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو العرقية. وأدانوا بشدة ما يحدث في “توري باتشيكو” من تصاعد للاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين، داعين إلى تدخل قانوني لضمان حقوق هؤلاء الأفراد والحفاظ على كرامتهم في المجتمع الإسباني.
إن تصاعد هذه التوترات العنصرية في إسبانيا يشير إلى تهديدات حقيقية تواجه المهاجرين المغاربة في بعض الدول الأوروبية. ففي ظل هذا الوضع المتأزم، يتعين على المجتمع الدولي والدول المضيفة أن تضع سياسات فعالة لحماية حقوق المهاجرين ومنع التصعيد العنصري الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المجتمع.