في تطور لافت، خرج سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، بانتقادات حادة ضد حزب التقدم والاشتراكية، بسبب مذكرة مقترحاته لتعديل مدونة الأسرة، حيث اعتبر أن هذه المقترحات تتبنى إيديولوجية معينة دون مراعاة لواقع المجتمع ودون تقديم حلول عملية.
وخلال مشاركته في ندوة تناولت موضوع “آفاق تعديل مدونة الأسرة”، ضمن فعاليات الملتقى الرمضاني العاشر لمنظمة التجديد الطلابي فرع فاس، أدلى العثماني بتصريحات نارية تجاه مقترحات الحزب، معتبرا أنها لا تلبي حقيقة الاحتياجات المجتمعية.
وفي سياق حديثه، استند العثماني إلى بعض الإحصائيات الرسمية التي تظهر أن ظاهرة زواج القاصرات لا تمثل نسبة كبيرة من الزيجات العامة، وأنها تتراجع سنة بعد سنة، ما يجعل الحديث عن تجريم هذه الظاهرة مبالغا فيه.
وفي مواجهة الدعوات لتجريم زواج القاصرات، أشار العثماني إلى أهمية التدخل القضائي لمنع الزيجات التي تتضمن إرغاما، مؤكدا على أن الحديث عن “تزويج القاصرات” أصبح غير واقعي في هذا الزمن، ويعكس تضخيما للمشكلة.
وأضاف العثماني أن المطالب بتجريم زواج القاصرات يظهر رغبة في التقدم دون مراعاة للواقع الاجتماعي، مشيرا إلى دول متقدمة تسمح بزواج القاصرات في بعض الحالات الاستثنائية، ووصف العثماني المطالبين بمنع وتجريم زواج القاصرات بأنهم “يريدون أن يكونوا حداثيين أكثر من الحداثيين”.
ويرى العثماني أن التغييرات المطلوبة في مدونة الأسرة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التوجهات الدينية والاجتماعية للمجتمع المغربي، دون التسرع في القرارات التشريعية.
يجدر بالذكر أن العثماني قد انتقد سابقا عدم مشاركته في النقاش حول تعديل مدونة الأسرة من داخل حزبه السابق، واختار التعبير عن آرائه خارج إطاره، مشيرا إلى أن الحزب لم يعبر عن موقفه بشكل واضح بشأن هذه المسألة.
