أستاذ باحث في علم الاجتماع
يمثل الاطفال و المراهقون المستقبل الواعد لكل مجتمع من المجتمعات ,فالطفولة و المراهقة مرحلتان مهمتان تمثلان موضوعا حيويا و هاما بما للكلمة من معنى و للعبارة من دلالة.و على هذا أساس هذا المنظور فانهما تكونان الحلم الأكيد ,يعقد عليه كل مجتمع اماله المستقبلية و طموحاته بحثا عن الانتاجية و التفوق.
فتقدم المجتمع يقاس بمدى اهتمامه و رعايته و تنشئته لأطفاله و مراهقيه بحكم أن المجتمعات ترتقي أساسا بفضل عنصرها البشري .لذا يشكل الأطفال و المراهقون المرجعية الاساسية للمستقبل كذوات و شخصيات فاعلة تمثل تركيبا اجتماعيا ينشد التغيير و يحلم بغد أفضل .ولما الامر كذلك فالمجتمع المتخلف تخلف في رعاية و تنشئة الاطفال و المراهقين.
ينظر المراهق و الشاب دائما نظرة أمل في المستقبل وهذا أمر طبيعي لكل واحد منهما سوي التركيب و النفسية,مليئة بالحيوية و التفاؤل ,متشبعا بكل ما اكتسبه وتعلمه من قيم حميدة و تربية حسنة وتمثله من سلوك مدني.
ان التوجه الحكيم في مسألة تنشئة الأجيال يدعو في عمقه و جوهره الى تنشئة الاجيال الصاعدة على فطرة النمو و الارتقاء و التطور مع ضرورة تجاوز السلبي من مرحلة الجيل الذي سبقه. يتأسس هذا التصور على التحديث دون القطيعة و يروم ادكاء الاحتفاظ بالموروث العادتي و التقاليدي الحسن و يفسح المجال لتحقيق التجاوز الذي يحدث بفعل أجيال الطفولة و المراهقة, فاعادة التربية و التنشئة الاجتماعية بنفس المعايير معناه الركوض و توقف نمو المجتمع الطبيعي .انه الاجترار و التقليد و التخشب
نمط التربية و التنشئة الاجتماعية محددان أساسيان لنوعية الطفولة و المراهقة و بالتالي للشباب,فشخصية الراشد يتحدد تكوينها و ترسم معالمها في السنوات الاولى من حياة الفرد. بهذا الخصوص يؤكد علم النفس التربوي و علم النفس الطفل أن مرحلة الطفولة محدد أساسي لميولات الطفل و المراهق و حاجاته وتنمية ميولاته,و دكاءاته وصقل مواهبه و ابراز ابداعاته شريطة نمو سليم و اهتمام صحيح و تنشئة اجتماعية سوية
ولما كان الطفل قادرا على التمييز بناء على فطرته و ما اكتسبه من البيئة الاجتماعية التي يترعرع فيها بين الحسن و القبيح ,و لكي يكون مستجيبا لما يطلب منه متفاعلا ايجابا ,اعتمادا على تواصله البريئ و علاقاته الاجتماعية لابد من بناء علاقة ثقة معه سواء داخل الاسرة أو خارجها بمختلف المؤسسات الاجتماعية,و المؤسسة التعليمية خصوصا.
تقوم هذه العلاقة على الاحترام و الحق في السؤال مبنية على التحاور والتشارك و التحسيس بالمسؤولية و اذا كان حسب علم الاجتماع النتيجة تستمد قوتها من السبب فلتكن تربية الاطفال ورعاية المراهقين وفق اسس صحيحة واليات منسجمة و طبيعة سنهم ونموهم ملبية لمتطلباتهم المعقولة حريصة على النتاغم و قدراتهم العقلية و الادراكية تقديرا لذواتهم فمن الاقوال المخلدة لغاندي أفضل المعلمين الاطفال فعلينا حبهم وتقبلهم وتوجيههم مع ضرورة تحبيبنا لهم بتواصل لطيف رحيم فالمجتمع مليئ بالاعطاب لدرجة نكاد نصدق ان الجريمة ظاهرة اجتماعية سليمة .
فالتربية حقيقة علمية , في مجتمعنا تشوبها جملة من الاخطاء وجب تصحيحها .
الطفولة و المراهقة..أية مقاربة في التربية؟ الطاهر مورتجين.
كتبه Srifi كتب في 9 يوليو، 2021 - 12:01 مساءً
مقالات ذات صلة
23 أبريل، 2024
ما وقع مع نهضة بركان.. سلوك جبان ويدان..
عبد اللطيف أيت بوجبيرنائب رئيس نادي المحامين بالمغرب إن السياق العام لمصادرة أقمصة نادي نهضة بركان وتجاوزات واعتداءات الأمن الجزائري [...]
22 أبريل، 2024
مغرب الحضارةالأسرة ثم الأسرة ثم الأسرة.الأسرة بالبنين والحفدة هي صمام الأمان الحضاري..!!!
إنه لمجرم حقير من يخرب قيم الأسرة والمجتمع..إنه لكبير المفسدين من ينشر ثقافة الصراع بين الرجل والمرأة..إنه لفتان ممدر من [...]
21 أبريل، 2024
رفع راية الوطن فوق كل اعتبار، فريق نهضة بركان يرفض تضييقات دولة الجزائر
بقلم انس القرني في خطوة تحمل في طياتها روح الفخر والعزة، قرر فريق نهضة بركان المغربي أن يكتب تاريخًا جديدًا [...]
20 أبريل، 2024
أحمد حالي يكتب .. رجاءا أوقفوا هذا العبث
بقلم…أحمد حالي رجاءا أوقفوا هذا العبث ..لا نريد أن نسمي الأمور بمسمياتها فمن لا يرى من الغربال فهو أعمى ومنفصل [...]