شكلت المناظرة الجهوية حول الشغب الرياضي، التي احتضنها فندق حياة ريجنسي بالبيضاء، محطة هامة لتسليط الضوء على هذه الآفة التي تهدد مستقبل الشباب وتقوض قيم الروح الرياضية. وقد كان من أبرز المتدخلين في هذه المناظرة السيد عبد السلام بوهوش نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الذي قدم رؤية قانونية واضحة ومستفيضة حول خطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على الأفراد والمجتمع.

وقد أكد السيد نائب الوكيل العام، الدكتور عبد السلام بوهوش في مداخلته القيمة، على أن الانخراط في أعمال العنف والشغب داخل أو خارج الملاعب لم يعد مجرد سلوك طائش أو تعبير عن حماس مفرط، بل هو فعل جرمي يستوجب المساءلة القانونية الصارمة. وأوضح أن القانون المغربي يتضمن ترسانة من العقوبات التي تطال المتورطين في هذه الأفعال، بدءًا بالغرامات المالية وصولًا إلى العقوبات السالبة للحرية.

ولم يقتصر تدخل السيد نائب الوكيل العام على الجانب الزجري والقانوني، بل تعداه إلى التأكيد على ضرورة تبني مقاربة شاملة لمكافحة الشغب الرياضي. وشدد على أهمية الدور الوقائي الذي يجب أن تضطلع به مختلف الجهات المعنية، من الأسر والمؤسسات التعليمية والأندية الرياضية ووسائل الإعلام، في توعية الشباب بمخاطر العنف وغرس قيم التسامح والروح الرياضية لديهم.
كما أشار إلى أن “السجل العدلي” يمثل عائقًا حقيقيًا أمام مستقبل الشباب الذين يرتكبون هذه الأفعال، حيث يلاحقهم كوصمة عار تعيق فرصهم في التعليم والتوظيف والسفر. واعتبر أن تدخل السلطات الأمنية والقضائية يهدف بالأساس إلى حماية الشباب من الوقوع في براثن الجريمة والحفاظ على مستقبلهم.

وفي ختام مداخلته، دعا السيد نائب الوكيل العام الدكتور عبد السلام بوهوش إلى تضافر جهود جميع الفاعلين من أجل خلق بيئة رياضية سليمة وآمنة، تحفظ للشباب شغفهم بالرياضة وتحميهم من الانزلاق في سلوكيات تهدد مستقبلهم ومستقبل المجتمع ككل. وقد لاقت مداخلته استحسانًا كبيرًا من الحضور، الذين تفاعلوا مع تحليلاته القانونية وتأكيده على أهمية البعد الوقائي في مواجهة هذه الظاهرة المقلقة.