شهدت مدينة ماغدبورغ الألمانية، مساء الجمعة، حادثة دهس مروعة حين اخترقت سيارة رباعية الدفع سوقا لعيد الميلاد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين. وتمكنت الشرطة من توقيف المشتبه به، السعودي طالب جواد العبد المحسن 50 عاما، الذي تشير تقارير إلى أنه يحمل مواقف علنية معادية للإسلام.
المشتبه به، الذي يحمل خلفية شيعية وينتمي لعائلة من مدينة الهفوف في شرق السعودية، هاجر إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على حق اللجوء في 2016. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن العبد المحسن طبيب متخصص في الطب النفسي وكان معروفا بمواقفه المناهضة للدين الإسلامي وتصريحاته المثيرة للجدل حول الإسلام عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
أسس العبد المحسن منظمة “إكس مسلم” (مسلم سابق) وادعى في مقابلات سابقة أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب ارتداده عن الإسلام. كما كان نشطا في دعم طالبي اللجوء السعوديين، خصوصا النساء، متهما الإسلام بأنه السبب الرئيسي لمشاكل المجتمعات الإسلامية.
وقع الهجوم عندما اقتحم العبد المحسن بسيارته سوقا مزدحما، مما أثار حالة من الذعر بين الحضور. وبحسب شهود عيان وتقارير إعلامية، اخترقت السيارة الحواجز الأمنية وسارت بشكل متعرج داخل السوق.
وصفت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، المشتبه به بأنه “معاد للإسلام”، بينما أشار ناشطون ومعارفه إلى أن دوافعه ليست دينية بل تتعلق بأيديولوجيته المتطرفة ومواقفه الشخصية.
لم تعلن السلطات الألمانية حتى الآن الدوافع النهائية وراء الهجوم. غير أن تقارير إعلامية ألمانية ذكرت وجود صلات للمشتبه به مع جماعات يمينية متطرفة في البلاد، بالإضافة إلى نشره محتوى عدائي تجاه الإسلام وألمانيا على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي تعليق على الحادثة، وصف المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، طه الحاجي، العبد المحسن بأنه “شخص مضطرب نفسيا ومنبوذ في أوساط الجالية السعودية بألمانيا”.
وفي تصريح له، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الحادثة بأنها “كارثة رهيبة”، مؤكدا على ضرورة تعزيز التدابير الأمنية لمواجهة التهديدات المحتملة.