الرئيسية أخبار وطنية الدكتور عبد الله بوصوف يلقي محاضرة بمدينة العيون ضمن لقاء دولي رفيع المستوى

الدكتور عبد الله بوصوف يلقي محاضرة بمدينة العيون ضمن لقاء دولي رفيع المستوى

IMG 20250511 WA0061
كتبه كتب في 11 مايو، 2025 - 5:47 مساءً

العيون– في إطار اللقاء الدولي المنعقد بمدينة العيون تحت شعار “إفريقيا من فكر المقاومة والتحرر إلى فكر التنمية”, ألقى الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، محاضرة متميزة سلط فيها الضوء على الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي تنتهجها المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في علاقتها مع القارة الإفريقية.

استهل الدكتور بوصوف مداخلته بالتأكيد على أن السياسة الإفريقية لجلالة الملك تتسم بعمق إنساني وحضاري، وتعتمد مقاربة شاملة ومتكاملة تقوم على مبادئ التضامن، والشراكة رابح-رابح، والتنمية المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية ليست ظرفية أو ظرفية، بل تمتد من الجذور التاريخية للعلاقات المغربية-الإفريقية إلى رهانات الحاضر والمستقبل.

البعد الإنساني والديني كان في صلب هذه الاستراتيجية، حيث أكد المحاضر على الدور المحوري الذي تقوم به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نشر قيم الإسلام المعتدل، وتكوين الأئمة الأفارقة في المغرب، في مواجهة التطرف وترسيخ ثقافة السلام والاعتدال.

أما في المجال الاقتصادي، فقد أبرز بوصوف الدينامية المتنامية للتعاون المغربي الإفريقي، من خلال توقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، تشمل قطاعات حيوية كالفلاحة، الصحة، الطاقة، والبنية التحتية، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات المغربية في القارة، خصوصًا عبر الأبناك، وشركات الاتصالات، والعقار.

كما توقف المحاضر عند عودة المغرب القوية إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، معتبرا أنها لحظة مفصلية أطلقت دينامية دبلوماسية نشيطة للمملكة داخل المنظمة القارية، خدمة لقضايا القارة، وعلى رأسها التنمية والاستقرار.

وفي جانب الدبلوماسية الملكية الميدانية، أشار الدكتور بوصوف إلى أن جلالة الملك محمد السادس قام بأكثر من 50 زيارة إلى حوالي 30 دولة إفريقية، ما يعكس التزامًا شخصيًا ومباشرًا بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وبناء علاقات ثقة وتعاون مستدامة مع دول الجنوب.

ولم يغفل المحاضر الحديث عن دور المغرب في تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة، عبر التعاون الأمني، والمساهمة في جهود محاربة الإرهاب، والهجرة غير النظامية، مما يعزز صورة المغرب كشريك موثوق ومؤثر في استقرار المنطقة.

وأكد بوصوف على أن المغرب ظل وفيًا لنهجه في احترام سيادة الدول الإفريقية، وتشجيع الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، بعيدًا عن كل أشكال الوصاية أو التدخل الخارجي، مما يعزز التماسك الداخلي للدول الإفريقية.

وفي ختام محاضرته، توقف الدكتور عبد الله بوصوف عند المشاريع الكبرى التي تعكس رهان المغرب على التكامل الإفريقي، وعلى رأسها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، كمثال على رؤية استراتيجية تؤمن بمستقبل مشترك، يقوم على التعاون والتكامل والربح المتبادل.

وقد تميزت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الأكاديمي والدبلوماسي والإعلامي، الذين اعتبروا أن الخطابات الملكية تمثل خارطة طريق واقعية وعملية لتحويل القارة الإفريقية إلى فضاء للنمو المشترك والتنمية المستدامة.

مشاركة