الرئيسية آراء وأقلام الدكتورة وداد العيدوني” وثيقة المدينة ” أول من أقرت بحقوق الإنسان كما هو متعارف عليه حاليا .

الدكتورة وداد العيدوني” وثيقة المدينة ” أول من أقرت بحقوق الإنسان كما هو متعارف عليه حاليا .

IMG 20171210 WA0082.jpg
كتبه كتب في 10 ديسمبر، 2017 - 10:33 مساءً

 

احتضن المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة مساء يوم أمس الثلاثاء 5 دجنبر 2017 محاضرة علمية ألقتها فضيلة الدكتورة وداد العيدوني عن نفس المجلس وذلك تزامنا مع مايعرف ببرنامج ربيع النور الذي دأب المجلس المحلي لعمالة طنجة أصيلة على تنظيمه كل سنة والذي وصل الى دورته التاسعة وقد أختير لهذه المحاضرة القيمة عنوانا له من الأهمية بما كان ويتعلق الأمر “بالحقوق المدينة والاجتماعية انطلاقا من وثيقة المدينة” وذلك لتسليط الضوء على أول وثيقة تشكل دستورا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وأسست للحقوق المدنية والاجتماعية قبل أن تنادي بها الاتفاقيات الدولية تحت تسمية حقوق الإنسان .هذه الصحيفة أرست قواعد لمجتمع جديد ومتماسك تضمخل فيه الفوارق و الاختلافات الإثنية .وقد أبدت فضيلة الدكتورة في معرض كلامها جملة من الملاحظات نذكر منها أن الحقوق المدنية والاجتماعية “حقوق الإنسان “مفهوم جديد عند البعض غير أن جدة المفهوم لاتعني جدة المضمون فقد تم الاهتمام بحقوق الإنسان في شكلها الحديث في عهد الرسول من خلال وثيقة المدينة قبل أن تتعالى المطالبات بحقوق الإنسان في عهدنا الحالي ثم أن هذه الوثيقة قد حظيت بتنويه من قبل بعض المستشرقين مستحضرة رأي جورجيو الروماني وأخيرا يلاحظ أن كتب الفقه لم تقم بتدوين أبواب بحقوق الإنسان كما هو متداول حاليا وإنما شرعت في مجموعة من الآيات القرآنية المتناثرة وكذا في اقوال وأفعال الرسول ص ثم إبداعات المفكرين مما يدفعنا إلى القول بأنه لايمكننا الحديث عن الحقوق المدنية والاجتماعية بمعزل عن وثيقة المدينة ومما لا شك فيه أن هذه الاخيرة أقرت مجموعة من الحقوق والحريات ولعل من أبرزها الحق في الحياة ؛ الحق في الملكية و الحق في التنقل وحرية المعتقد وضرورة التناصح بين المسلمين وغيرهم….
وعليه يتضح بجلاء أن وثيقة المدينة تشكل بحق مرجعا ونموذجا يحتدى به في إدارة المدينة أي الدولة بمفهومها الحديث بعيدا عن التعصب و سطوة الحاكم وإنما أكدت على ضرورة التعايش والتسامح فيما بين الناس بصرف النظر عن مرجعياتهم المختلفة شريطة عدم الاعتداء على حرمة المسلمين في تلك الفترة .
بقلم سفيان اجوامع

مشاركة