الرئيسية أحداث المجتمع الدريوش إقليم بعنوان الهشاشة و التهميش و غياب التنمية

الدريوش إقليم بعنوان الهشاشة و التهميش و غياب التنمية

f5fc8f29 4806 4c9a b46e d79ed82d5c49
كتبه كتب في 1 سبتمبر، 2023 - 7:17 مساءً

محمد قريوش / صوت العدالة

هشاشة البنية التحتية

أول ما يلاحظه زائر مدينة الدرويش هو أحياء داخل المجال الحضري تعاني التهميش و العزلة و بنية تحتية كارثية لتتبادر للأذهان مشاهد و صور لأحياء من مدينة حلب السورية بعدما دمرتها الحرب، ليست مبالغة لكنه واقع الحال للأسف يتحدث عن نفسه حيث يتضح جليا ان مجهودات الدولة من اجل تنمية جهة الريف بصفة عامة و إقليم الدرويش بشكل خاص لا تتجاوز شاشات التلفاز و تظل حبسية صور و مقالات استعراضية شبه رسمية توثق لتنقلات السلطات المحلية لتدشين حديقة هنا او صنبور هناك بل إن اعلى سلطات الاقليم تنقلت لتدشين مدارة بمدخل المدينة ! “هذا الجبل الذي تمخض فولد فأر”ا لاقى استهجان الشارع الدريوشي في حينه ،فيما تغيب التنمية الحقيقية على ارض الواقع في ظل ضعف اداء المجلس الجماعي الحالي الذي يقوده حزب التجمع الوطني للاحرار و غياب الترافع على المستوى المركزي من قبل السلطات الاقليمية ممثلة في شخص عامل الاقليم “من أجل جلب ميزانيات إضافية” الذي لم يشهد اقليم الدريوش في عهده أي تغيير يذكر .

5ec04416 135c 466c 9706 bbc82ed0c924

إقليم إداريا و قرية على أرض الواقع

هو اقليم بالاسم و حسب التقسيم الاداري الرسمي فيما واقعه يحيل على أنه قرية صغيرة بالريف المنسي، الساكنة تعاني في صمت من واقع اقتصادي و اجتماعي قاس خصوصا بعد وقف التهريب المعيشي الذي كان يخلق رواجا تجاريا كبيرا دون اتخاذ أي اجراءات لمواكبة هذا التغيير و للحد من آثاره و التخفيف منها سواء على المستزى المركزي او على المستوى الإقليمي كإنشاء أحياء صناعية و حرفية و كذا لقاءات مع مغاربة المهجر من ابناء المنطقة و من خارجها لاستقطاب الاستثمارات و انعاش الشغل بالاقليم في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية و الفلاحية، هذا الواقع جعل من ساكنة الإقليم تعيش على مساعدات ابنائهم من مغاربة المهجر في ظل غياب خطط استقطاب استثمارات تنعش المنطقة و تنقذها من السكتة القلبية، و شباب يتطلع للهروب للضفة الاخرى بحثا عن واقع أفضل في ظل التيه الذي يعيشه و انتخابات جماعية انتجت مجلسا لا يمكن وصفه سوى بالفشل.

041f2379 0621 495e 9e59 e05fb754e2bb

أحياء منكوبة مهمشة

جولة بسيطة بأحياء ميدي 1 و ولاد محند تمكنك من استجلاء الوضعية الكارثية التي تعيشها ساكنة هاذين الحيين مضرب المثل و ليس الاستثناء حيث تغيب شبكة الصرف الصحي و تحضر الحفر التقليدية المخصصة للمياه العادمة و التي نعلم جميعا مدى خطورتها على سلامة البيئة و التوازنات الايكولوجية ناهيك عن تهديدها لسلامة الفرشة المائية و كذا تعريض أساسات المنازل و سلامة المباني للخطر فب مدينة تتعرض بشحل دوري لهزات أرضية تندر بكارثة .لا قدر الله بلغت الهزات درجات خطرة على سلم رختر. اضافة الى غياب تعبيد الازقة و انتشار النفايات و ضعف الانارة العمومية التي قد تجد أعمدتها تتوسط الازقة في مشهد غريب نراه بدول افريقيا جنوب الصحراء او من خلال صور على مواقع التواصل الاجتماعي كمواضيع سخرية ظنا منا ان هذه المشاهد اختفت من شوارع مغربنا الحالي .

ينضاف لهذا الواقع الصعب ارتفاع اسعار ربط المنازل بالاحياء القديمة بجماعة الدريوش بشكل يتجاوز القدرة الاقتصادية و لا يراعي الوضعية الاجتماعية لهذه الساكنة ما يمنع شرائح مجتمعية واسعة من الاستفادة من خدمات الربط بالماء الصالح للشرب

و جدير بالتذكير و الذكر أن عملية تنظيف هذه الحفر شهدت وفاة ثلاثة اشخاص من اسرة واحدة خلال السنوات الفارطة فيما تم انقاذ شخص رابع . كما ان ساكنة المدينة تشكوا ما اسموه استقالة الجماعة من صيانة الانارة العمومية تحت ذرائع مختلفة (الميزانية ،استقالة التقني المسؤول عن الصيانة …) و أكد لنا آخرون ان صيانة مجموعة من ا لاعمدة بحي ميدي 1 قد باشرها أحد المستشارين مؤخرا على نفقته الخاصة بعدما تكاثرت عليه شكاوى المواطنين بخصوصها و في ظل استمرار المجلس الجماعي في الهروب من مواجهة واقع تدبير المدينة و اكراهاته.

ساكنة بتطلعات و أسئلة

ee7983dc d992 41ca 8f5d a17c94c5a6c9

كل ما سبق يدفع الزائر و السكانة لطرح تساؤلات منطقية عن ادوار المجالس المنتخبة و السلطات الاقليمية في مواجهة تحديات التنمية بالاقليم و عن جدوى الانتخابات بل و عن قدرة المواطن على الصبر على هذا الواقع المرير قبل ان يقرر مغادرة الاقليم و النزوح نحو مدن أخرى بحثا عن لقمة العيش ! فيما تناشد البقية ملك البلاد من اجل الدفع بعجلة التنمية بالإقليم و الضرب بيد من حديد على كل من تهاون في اداء مهامه على أكمل وجه.

مشاركة