يعاني إقليم الخميسات في السنوات الأخيرة من أزمة مائية خانقة باتت تهدد التوازن البيئي والحياة اليومية للسكان، خاصة في عدد من المناطق القروية والحضرية مثل ضاية الرومي، وأيت أوريبل، وأيت عبو، وأيت واحي، وحتى وسط مدينة الخميسات.
وتعود أسباب هذا التراجع المهول في منسوب المياه الجوفية إلى الانتشار العشوائي لحفر الآبار، الذي يتم غالبًا دون احترام المساطر القانونية أو الحصول على تراخيص من الجهات المختصة. وتُسجَّل هذه الظاهرة بشكل خاص في الضيعات الفلاحية الكبرى والمنازل الفخمة، حيث تُستغل المياه بكميات ضخمة لسقي الحدائق، وملء المسابح، وتشغيل ملاعب رياضية خاصة، مما يزيد من الضغط على الفرشة المائية.
وحسب شهادات محلية، فإن بعض الآبار يتجاوز عمقها 80 مترًا، ما يشير إلى استنزاف غير مسبوق للمياه، في ظل غياب واضح للمراقبة والردع من قبل السلطات المحلية. كما يشتكي سكان المدينة من ضعف صبيب المياه بشكل متزايد، الأمر الذي يزيد من حدة القلق إزاء المستقبل القريب.
ويطالب عدد من الفاعلين المحليين والغيورين على البيئة، بضرورة تدخل عاجل من السلطات الإقليمية، وعلى رأسها السيد عامل إقليم الخميسات، لاتخاذ إجراءات صارمة، أبرزها: فتح تحقيق شامل حول حفر الآبار غير القانونية، وتنظيم استغلال المياه، وتفعيل دور الشرطة المائية والسلطات المحلية في مراقبة الاستعمالات غير المشروعة.
وفي ظل التغيرات المناخية وشح التساقطات المطرية، لم يعد من المقبول التغاضي عن هذه الممارسات التي تضرب في العمق حق المواطنين في الماء، الذي يعد موردًا أساسيًا لا غنى عنه في حياة الإنسان والتنمية المستدامة.
حفيظ المخروبي جريدة صوت العدالة