الخميسات/البحراوي : مسن من دار العجزة هو الآخر يلتقي أهله بعد غياب ناهز 35 سنة
صوت العدالة- مراد بنيف
زوال اليوم، تعالت الأصوات بكاء بالمقر المؤقت للمسنين، وتم اللّقاء الذي طال انتظاره بعدما عزّ سنين طويلة، إنها لحظة اقشعرت لها أبدان الحضور وباقي المسنّين الذين يأملون بدورهم أيضا التفاتة أهاليهم بعد الإختفاء و الغياب الذي يعد تراجيديا في معناه، بأسباب قاهرة تسبب لهم آلاما كثيرة عند محاولة سردها أو شرحها، فيلخصونها في ظروف قاهرة أضاعت خطواتهم لبيوت ذويهم، ولا يعرفون طريق العودة.
اسمه محمد معروفي، يبلغ من العمر 83 سنة، ظل مكانه شاغرا بين أهله لأزيد من 35 سنة، بعدما خرج عن أهله إلى وجهة مجهولة، ليجد نفسه فيما بعد نكرة لا يعرف أحد من أقاربه و أحبته وذويه الذين تأججت نار الحزن والحنين لديهم شوقا وتفجعا أملا في عودته، وأملا في لقاء مرتقب.
عاش محمد معروفي بعد خروجه عن أهله من مدينة بني ملال مسيرة جوّال بين مجموعة من المدن المغربية، بسبب ظروف قاهرة أضاعت خطوته لبيت ذويه ووجهتها وجهة مجهولة، فلم يعرف بدوره طريق العودة، فاستقر بمدينة تيفلت بين أزقتها سنين طويلة تخنقه دمعة حرقة الفقد والعجز وقلة الحيلة، وهو الشعور المتبادل الحاضر والمتقاسم بين محمد من جهة وبين أحبته وإخوته الذين تعمقت لديهم حرقة الفقدان، و مأساة الاختفاء خاصة في المناسبات والأعياد، بحيث تضفي ظلال الحزن على أسرة المختفي كلها، ويتعمق الشعور بفداحة الخسارة، ويبدو مكان المختفي شاغرا أكثر منه في الأيام العادية، وفي شهر رمضان الأبرك تزداد حدة الإحساس بالفقدان، ويتعمق حزن ذوي المختفي وهم يرون مكانه شاغرا حول مائدة الإفطار من جهة أخرى.
فاستمرت السنين تزحف على ذلك الحال إلى أن كان الواسطة بينه وأهله و وبين من يعرفه أو يرآه رقم هاتف ظهر على القناة الثانية، عن طريق برنامج صلاح الدين بن موسى “مختفون”، من خلال الحالات والنداءات التي يعرضها، حيث لم ترى رئيسة الجمعية الخيرية للمسنين ورعاية اليتيم بسيدي علال البحراوي بدا بعدما أتت به وأسكنته بالمقر المؤقت للمسنين والتكفل بعلاجه من تحاول تقربة المسافة بينه وبين أهله، عن طريق عرضه رفقة مسنين على برنامج “مختفون”، فانتصر الأمل الذي لم ينطفئ أبدا، وعاد ” محمد معروفي ” رفقة اخوته إلى موطنه ووسطه الأصلي بمدينة بني ملال.