بقلم: عشار أسامة
يتساءل عدد من سكان مدينة بنسليمان عن الأسباب الحقيقية وراء استمرار دفن الموتى في المقبرة القديمة “سيدي محمد بنسليمان”، بينما تم تجهيز مقبرة جديدة لاستيعاب احتياجات المدينة المتزايدة. هذا السؤال أصبح محط نقاش واسع في الأوساط المحلية، حيث يشعر البعض بأن هناك حالة من الانتقاء غير المبرر للأشخاص الذين يُسمح لهم بالدفن في المقبرة القديمة، مما أثار تساؤلات حول شفافية هذا الإجراء وعدالته.
من بين السيناريوهات المثارة، يبرز احتمال أن يكون هذا الانتقاء مرتبطًا بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للميت أو لأسرته. فهناك من يعتقد أن المقبرة القديمة أصبحت مقصورة على الطبقات الميسورة أو الأشخاص الذين يمتلكون علاقات نافذة مع المسؤولين عن عمليات الدفن. وفي المقابل، يبدو أن المقبرة الجديدة قد أصبحت الخيار الوحيد للذين لا يملكون نفوذًا أو موارد مالية تمكنهم من التأثير في قرارات الجهات المسؤولة.
هذه الوضعية تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية والاجتماعية، حيث يفترض أن المقابر أماكن لاحتضان الموتى دون تمييز. فإذا كانت هناك شبهات حقيقية حول وجود تعاملات مالية أو تأثير اجتماعي يتحكم في عمليات الدفن، فإن الأمر يتطلب تحقيقًا معمقًا وشفافًا للكشف عن الحقائق وضمان العدالة.
الجدير بالذكر أن هذه الممارسات، إذا ثبت وجودها، تمثل انتهاكًا واضحًا لمبدأ المساواة بين الناس في الموت كما هو الحال في الحياة. وعليه، فإن الحاجة باتت ملحة إلى تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة، وتطبيق نظام يضمن حق الجميع في الدفن بكرامة دون اعتبارات مبنية على الطبقية أو المحسوبية.
تبقى المدينة في انتظار إجابات شافية وتوضيحات من طرف المسؤولين، لاسيما مع استمرار الحديث حول الموضوع في الشارع المحلي.
