أكد الباحث في سوسيولوجيا الاتصال ، محمد بن عبد القادر، أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء أعلن بنبرة هادئة ومتزنة ، وبنظرة متوجهة آلى المستقبل، أن ” مسار توطيد مغربية الصحراء قد دخل مرحلة حاسمة”.
وأضاف محمد بنعبدالقادر وزير العدل سابقا في تصريح نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء ، إن خطاب المسيرة الخضراء لهذا العام يأتي في سياق إقليمي ودولي يتميز أساسا بحضور قوي للقضية الوطنية الاولى في المغرب ، حيث خاطب جلالة الملك الشعب المغربي مباشرة بعد عشرة أيام من اعتماد مجلس الأمن لقرار يعزز إلى حد كبير الموقف المغربي، وبعد أربعة أيام من قمة عربية باءت حتى قبل أن تبدأ بفشل دبلوماسي مثير للشفقة.
ويتابع المتحدث أن الخطاب الملكي لهذه السنة تميز بتعبئة مكثفة لعدد من التعبيرات اللغوية المؤشرة بقوة على المستقبل (قريبا، الإمكانية، المستقبل، المنظور، الاستدامة، الاستراتيجية، الفرص، الأجيال الحالية والمقبلة، في أقرب الآجال ، الممكن، المشروع …).
وأضاف محمد بنعبدالقادر أن بناء هذا المستقبل في المنطوق الملكي سيتم بانفتاح وتعاون كاملين مع العديد من شركاء المغرب الذين حرص جلالة الملك على ذكرهم في خطابه (شعوبنا الشقيقة ، أخينا فخامة السيد محمدو بخاري رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، موريتانيا، السنغال، أشقائنا في نيجيريا، البلدين الشقيقين، أفريقيا، أوروبا، المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، شركائنا …)، موضحا أن هذا الخطاب، مثل جميع الخطابات الأخرى التي ألقاها جلالة الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، لا يعتمد توصيفا لواقع قائم سلفا، ولكنه يتوخى بناء تمثل لهذا الواقع واشراك متلقي الخطاب في هذا التمثل، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن جلالة الملك حرص في خطابه على إدراج برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية في “منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للأقاليم الصحراوية “، كما أن جلالته عندما يعرض معالم التقدم المحرز في مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، فإنه يدرج هذا المشروع في المنظور الملكي الرائد للعلاقات المتميزة بين المغرب وبقية البلدان الأفريقية
