لقد صحبتك أيها الليل حتى صرت شبيها بك، فأبحت لي بأسرارك ونياتك، و أبحت لك أحلامي و أمالي، وتمزق عن وجهينا نقاب الحيرة والظنون، في ظلالك تدب عواطف الشعراء وعلى قدميك المبللتين بقطرات الندى يذرف المستضعفون عبراتهم. وخلف ستائرك السوداء يسكب المستوحشون أحزانهم.
لقد أحببتك حتى تحول وجداني إلى صورة مصغرة لوجودك أنت كلمة تقولها الطبيعة وتخفيها، أنت لي من نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت علي الخطوب، و يواسيني عندما تكثر مصائب الحياة، أنت الحياة تنبثق من داخلي فتميتني ثم تحييني ثم تميتني ثم تحييني.
في السكينة أطرق بأناملي بلور نوافذك فتؤلف تلك الطرقات نغمة لا يفهما إلا ذوو النفوس الجريحة.
هكذا كان يوحنا يناجي نفسه وهو يفكر ويتأمل وفي داخله جوع وعطش لكن نفسه لا تميل إلى الخبز اليابس والماء …
يتبع
بقلم : هشام أيتوفقير
الحودي… يوحنا…(الجزء الثاني)

كتبه Aziz Benhrimida كتب في 21 أغسطس، 2020 - 7:52 مساءً
مقالات ذات صلة
25 يوليو، 2025
“عبد السلام مسار.. فارس العدالة الذي لبس عباءة القاضي بقلب أب وروح حكيم
بقلم عزيز بنحريميدة يُعد الأستاذ عبد السلام مسار، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف ببني ملال، واحدًا من أبرز القامات القضائية التي [...]
24 يوليو، 2025
الحرب المعلوماتية وحروب زعزعة الاستقرار: حين تتحول المنصات الرقمية إلى أدوات صراع ممنهج ضد المغرببقلم الدكتور انس ابو الكلام
لم تعد التهديدات التي تواجه استقرار الدول في العصر الرقمي محصورة في الحدود التقليدية أو في النزاعات العسكرية الكلاسيكية، بل [...]
22 يوليو، 2025
الصوت الذي أزعج الأغلبية الحكومية في اقليم الحوز
صوت العدالة- عادل ايت بوعزة . في زمن الصمت السياسي وتواطؤ “السكوت مقابل المقعد”، يصبح من يمارس المعارضة الحقيقية هدفًا [...]
21 يوليو، 2025
تزكيات انتخابية أم صفقات سياسية؟؟
بقلم: محمد المزابي مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تشتد النقاشات داخل الأحزاب السياسية حول لوائح المرشحين، وتُطرح مجددًا أسئلة جوهرية [...]