الرئيسية آراء وأقلام الحودي يوحنا الجزء الثالث

الحودي يوحنا الجزء الثالث

Capture décran 2020 08 12 à 21.21.44
كتبه كتب في 27 أغسطس، 2020 - 8:06 مساءً

كان يوحنا يحب وحدته محبة يساورها الأسف ويمازجها الإشفاق،محبة نفس ضعيفة قانطة،والمحبة تأتي بأشكال مختلفة،فهي الحكمة
أنا،والعدل آونة، والأمل أخرى، لكنه لايدري كيفية انعتاق النفس من عبودية العزلة إلا بعد الانعتاق، ولايعرف مايخباه الغد وتخفيه الأيام، إلا
بعد مجيء الصباح.
عندما تنظر إلى يوحنا ترى المدامع تتلالا في عينيه، والبسمة تراود شفتيه، وشعاع الحب يكلل رأسه.فكنت تقرا ماتكتبه الأحزان على
جبينه، وتفقه كنه أنفاسه من وراء جدران الحاضر .هذه هي الحياة التي اختارها يوحنا لنفسه، حياة تمثلها الليالي على ملعب الدهر نظير
مأساة، وتنشدها الايام كأغنية، وفي النهاية يحفظها الثرى كحياة أبدية سرمدية، حياة أنفقها يوحنا وسط كوخ ضيق مظلم، ينظر أنا من
النافذة الى السماء المزدانة بالكواكب، واونة الى نفسه المثخنة بالجراح.
مرت الأيام مرور أشباح الظلام، ويوحنا مستأنس بدموعه مستأمن بانفراده ولوعته، حتى إذا ما اشتدت على قلبه وطأة الأحزان، تناول
قلما واخذ يمزج على صفحات الورق قطرات الحبر بدموع تجمع بين الكلام ومكنونات النفس:
من يوحنا الى يوحنا:عندما يضيق القلب بأسراره، وتتقرح الأجفان من حرارة دموعها، لايجد المرء غير الكلام والشكوى…انتهى يوحنا
ووضع القلم جانبا ثم مشى حتى بلغ حافة جدول صغير وهناك رمى رسالته وعاد الى كوخه الحقير…..

ت: المبدع: هشام ايتوفقير

مشاركة