بقلم:د. لحسن مادي
أسئلة كثيرة شغلتني خلال مدة الحجر الصحي حول منظومة التربية والتكوين في علاقتها مع منظومة القيم انطلاقا من القناعات التالية:
- أن منظومة التربية والتكوين هي عماد التنمية بمختلف أبعادها وتجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ضمن مشروع مجتمعي متكامل يتوخى بناء دولة الحق والقانون، تسود فيه الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة. وفي هذا السياق يمثل الاهتمام بمجال التربية والتكوين رهانا كبيرا في مسيرة تنمية البلاد، باعتباره أول أسبقية وطنية بعد قضية الوحدة الترابية؛
- أن التعليم هو العمود الفقري لكل مشروع تنموي. هو المحرك الأساس الذي تعتمده الدول لتحقيق النقالات النوعية الهادفة إلى الرقي والتقدم وبناء مجتمع الديمقراطية والمعرفة وتكافؤ الفرص. لذا فكل تهاون أو تخاذل أو تباطؤ في إدخال إصلاحات في وقتها المناسب تؤدي، لامحالة، إلى نتائج وخيمة تمس مختلف القطاعات الإنتاجية في المجتمع. ويعتبر الاهتمام المستمر بالتعليم في حقيقة الأمر اهتمام بالإنسان باعتباره طاقة يجب استثمارها عبر نوعية التربية والتكوين من أجل الرقي بالمجتمع قصد تحقيق رفاهية وكرامة عناصره؛
- أن المؤسسة التعليمية بما تقوم به من تربية وما ترسخه من قيم تساهم بشكل كبير في التنشئة الاجتماعية للأجيال التي ستستفيد البلاد من خدماتها.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب عرف منذ بداية الاستقلال إلى اليوم ( 2020 ) عدة محاولات لإصلاح منظومة التربية والتكوين وكانت كل محاولة فرصة لتجاوز الاختلالات الموروثة والمستجدة، ولكن تبين من خلال التجربة ومن خلال التقارير الوطنية والدولية أن هذه الفرص المتاحة يتم إجهاضها في مهدها نظرا لغياب وضوح المشروع المجتمعي المتوافق عليه الذي يجعل الإنسان هو مركز الإصلاح وغايته الأساسية.
لذا فالبحث عن أجوبة مقنعة عن السؤال ما علاقة منظومة التربية والتكوين مع موضوع القيم؟ دفعنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة الجانبية التالية: - ماذا نعني بالقيم؟
- ما هي أنواعها ومصادرها؟
- ما هو دورها في بناء الإنسان المنشود؟
- كيف تتكون؟
- ما هي القيم الأكثر أهمية في حياتنا اليومية؟
- وما نوع القيم التي يمكن أن تسود في المستقبل ( 2030، 2050، 2070 )؟
- كيف تشتغل بعض الدول في مؤسساتها التعليمية على بناء القيم لدى المتعلمين؟
- ما البيداغوجيات أو السبل الملائمة لبنائها؟
- كيف يمكن الاشتغال عليها داخل المؤسسات التعليمية ببلادنا قصد غرسها وبنائها لذى المتعلمين؟
