أبو إياد / مكتب مراكش
قدّم النائب البرلماني ورئيس جماعة أبادو، طارق أتكارت، خلال الاجتماع الموسع حول إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة، المنعقد يوم الثلاثاء 12 نونبر الجاري بمقر عمالة تحناوت تحت رئاسة عامل الإقليم مصطفى المعزّة، رؤية متكاملة للنهوض بإقليم الحوز، داعياً إلى الانتقال من مرحلة الخطاب إلى تنزيل مشاريع ملموسة قادرة على إحداث تحول تنموي واقتصادي حقيقي.
في تشخيصه لأبرز التحديات، أكد أتكارت أن الإشكالات المرتبطة بتثمين المدارّات السياحية ما تزال تشكل أحد الاختلالات الكبرى، مستحضراً منطقة سد مولاي يوسف التي وصفها بأنها “جوهرة طبيعية غير مستغلة”، بالرغم من مؤهلاتها البيئية والمشهدية التي تخول لها أن تصبح قطباً سياحياً نوعياً إذا ما تم اعتماد رؤية واضحة ومشاريع متكاملة.
وشدد البرلماني على ضرورة القطع مع النظرة التقليدية التي تعتبر إقليم الحوز مجرد خزان للعمالة نحو مراكش أو مدن أخرى، مؤكداً أن المنطقة تتوفر على موارد طبيعية وبشرية كفيلة بدعم مشاريع إنتاجية وتكوينية محلية. وفي هذا الإطار، دعا إلى إحداث مراكز للتكوين المهني بمختلف الجماعات لتمكين الشباب من تطوير مهاراتهم دون الاضطرار إلى الهجرة.
وفي المجال التربوي، طالب أتكارت بتعميم المدارس الجماعاتية باعتبارها نموذجاً فعالاً للحد من الهدر المدرسي وتحسين جودة التعليم، مع الدعوة إلى تعميم المنحة على جميع طلبة الإقليم لضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى التعليم العالي.
أما في ما يتعلق بالخدمات الصحية، فقد اعتبر أن البنيات الحالية “تصدّر المرضى أكثر مما تعالجهم”، مشيراً إلى ضرورة تقوية المنظومة الصحية عبر توفير التجهيزات الضرورية، دعم الموارد البشرية، وتوسيع خدمات الرعاية الأساسية بمختلف الجماعات.
كما دعا إلى إطلاق مشاريع الصرف الصحي في كل مناطق الإقليم باعتبارها مدخلاً أساسياً لأي تنمية حقيقية، إضافة إلى إحداث كلية متعددة التخصصات داخل الإقليم لوضع حد لمعاناة الطلبة المرتبطة بالتنقل نحو المدن الكبرى.
واختتم أتكارت مداخلته بالتأكيد على أهمية التسويق الترابي لمؤهلات الحوز الطبيعية والتراثية، واقتراح إحداث علامة تجارية خاصة بالإقليم تعزز تموقعه السياحي والاقتصادي، وتحوّله من مجال عبور نحو مراكش إلى وجهة قائمة بذاتها
