الرئيسية آراء وأقلام البحيرة..حين يتحول سوق عكاظ العاصمة الاقتصادية إلى ركام

البحيرة..حين يتحول سوق عكاظ العاصمة الاقتصادية إلى ركام

8F870701 766A 40A8 A050 9920A64929F0.jpeg
كتبه كتب في 8 ديسمبر، 2023 - 9:38 مساءً

أميمة بونخلة

قبل أيام قليلة،كان هناك سوق وسط المدينة القديمة في العاصمةالبيضاء،لا فرق بينه وبين سوق عكاظ الجزيرة العربية الذي قرأناعنه في كتب التاريخ، سوى أن عكاظ الجاهلية كان ساحة للتناظر يعرف

من خلالها جيد الشعر من رديئه، وفصيح القوم من ألكنهم،بينماسوق البحيرة تسافر بنا كتبه في عوالم الفصاحة والأدب،نيابة عنأصحابها. حاضنة جنباته أجود ما ألف في العلوم،وما لم تستطع فساحة المكتبات العصرية ضمه لرفوفها،لتقادم نسخه أو لسبب أخر.. حتى أنه قد يحدث أن تصادف في إحدى جنباته مفكرا أو عالما ،يطوف بحثا عن مؤلف نادر،أو كتب لم تنلرفوف مكتبته شرف استقبالها بعد.

اليوم غدا سوق البحيرة الذي ساهم في تخريج أجيال من  المثقفين والأدباء،ممن يعشقون البحث عن ما ندر من الكتب،والتي كلما كلمسعاهم في إيجادها في المكتبات،لجؤوا إليه..ركاما تدروهالرياح.لم تسلم كتبه النفيسة من حملة تحرير الملك العام  التي تعرفها المملكة إستعدادا لاستقبال محطات كبرى و تنزيل مشاريع هامة.وقد لا يختلف اثنان أن المشكل المطروح ليس في الحملة بحدذاتها بل في طريقة التعامل مع موروث ثقافي وأبعاد ذلك. فمشهدتحرير الملك العام أطاح بأعمدة هذا الصرح الثقافي، حيثأصبحت كتبه النفيسة عرضة للفقد والتشتيت،وأصبح هذا الفضاءمقبرة للكتب، التي كانت في يوم من الأيام تشكل مرجعًا هامًاللباحثين وعشاق القراءة.

يروى أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، عندما ذهبإلى عبد الرزاق بن همام الصنعاني في اليمن جلس عندقدميه، فأمره عبد الرزاق أن يرتفع فيجلس بجانبه، قاللا، لا أجلس إلا عند قدميك، هكذا أمرنا أن نصنع مععلمائنا. و ماقام به الإمام أحمد و غيره من السلفالصالح،يعكس قمة الأدب مع حاملي العلم، ومن باب الأدب معالعلماء والمفكرين التأدب مع كتبهم الناطقة بلسان حالهم.

ولعل مرتكبي هذا الجرم في حق العلم و المعرفة لا يدركون خطورةما وقع على مَرْأىً من الأطفال والمراهقين، الذين يلقنهم المعلم فيالمدرسة أدبيات التعامل مع الكتاب،مانحا إياه هيبة لا تجيزللتلميذ لي ولا شَجَّ صفحاته ،ليجدوا أنفسهم أمام منظر يناقض ما لقنوه في مجالس العلم! جرارات تحمل أندر الكتب و أنفسهالترديها طريحة كأنها نفايات أُلقيت لرداءتها أو لانتهاء مدةصلاحيتها.

فأنَّى للمعلم اليوم أن يحدث طلابه عن ضرورة التأدب مع الكتاب،ويوفر لهم بيئة معرفية تقدر الكتاب وتعزز قيمة المعرفة,وكل ما يرونهيناقض ما يتلقونه؟ ومن يتحمل مسؤولية الدفاع عن هذا الصرح الثقافي المهدد بالزوال؟

7859EAD3 B949 4FDC 85BC 50BAA3C50B91
مشاركة