صوت العدالة
الاستاذة رشيدة بنحرف سيدة تستحق من الجميع ان يقفوا لها احتراما وتقديرا، تاريخها شاهد وسجلها حافل بجليل الخدمات وعظيم الانجازات، جمعت من صفات الشهامة وقوة الشكيمة ما لا نجد في غيرها، هي المرأة الحازمة، القاضية المحنكة، وفوق ذلك كله طبعت مسيرتها المهنية في سلك القضاء بالتفرد بجرأة المواقف وقبول التحدي.
هي من مواليد سيدي بنور سنة 1959، ظهر شغفها بالمعرفة وحبها الشديد لدراسة القانون منذ بداية التحاقها بالسلك الجامعي، فتشربت ونهلت من معين العلم، وتأملت القواعد القانونية بعين البصيرة بمدرجات الجامعة قبل أن تصير محتكمة لها.
حصلت على الاجازة في الحقوق تخصص قانون خاص، لتبدأ مسار اثبات الذات كسيدة عاشقة لكل مجالات المعرفة، فالتحقت بدار الحديث الحسنية سنة 1982، لتعرج من جديد على فضاء معرفي ارحب وأوسع بعد نجاحها وباستحقاق في ولوج المعهد العالي للقضاء سنة 1986.
حنكتها في العمل، وجرأتها المتناهية في خوض غمار التحدي، وتحمل أعباء الملفات الثقيلة قادتها بالفطرة لتكون وجها قضائيا بارزا يحتدى به. حيث عينت في بداية مسارها بالمحكمة الابتدائية بعين السبع الحي المحمدي لنيف من الزمن، راكمت من خلاله تجربة وخبرة.
خبرة وطموح.. عاملان جعلاها تكون ضمن الصفوة، لم ترضى يوما بالنجاح، بل كانت تطمح للتميز، وهذا ما ظهرت بوادره بالفعل غور انتقالها للعمل بمحكمة الإستئناف بالرباط، حيث كلفت بالغرفة الاجتماعية وجنايات الاحداث.
محطة جديدة قادت الاستاذة للعمل بالمحكمة الابتدائية الدار البيضاء بالقسم الزجري انطلاقا من سنة 2007، لتكرس جل وقتها إن لم نقل كله لدراسة وفهم القضايا ويجاد حلول لها، قبل أن تلتحق بالقسم المدني بدء من سنة 2009 إلى غاية 2011 ، لتواصل عملها كفقيهة للقانون والقاعدة القانونية بالمحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء كمكلفة بغرفة العقار وأداء اليمين وغرفة المشورة لتأديب المفوضين القضائيين.
وسيتذكر التاريخ بالمغرب جرأتها الحاسمة كقاضية في ادارة ملف شائك وخطير، يهم تحويلات مالية لحساب المدعو “غالي السبتي” والذي شابه كثير من الغموض، ليس هذا وحسب بل وكان معركة تاريخية لتحقيق العدالة سيتذكرها القاصي والداني والذي دخل فيها على الخط جميع نقباء الدفاع في المملكة.
وللاشارة في هذا الباب، فجل الخبرات والتجارب وسنوات العمل كانت سببا وجيها للحصول على شهادة شكر وتقدير من وزير العدل سنة 2009، وتوشحها شهادة الاعتراف والتنويه بالعمل والخدمات من قبل الاستاذ التراب الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف بالرباط سابقا.