الرئيسية أحداث المجتمع الاجرام و الجنون

الاجرام و الجنون

IMG 20190109 WA0001.jpg
كتبه كتب في 9 يناير، 2019 - 12:19 صباحًا

محمد طه بهضاض / صوت العدالة.

لم يصحا المغاربة بعدُ من صدمة ما بعدَ مأساة حادثة ‘ شمهروش ‘ و التي أودت بحياة سائحتين في مقتبل العمر بعد أن تم اغتصابهن و فصل رؤوسهن عن جسدهن بطريقة وحشية و مرضية على يد وحوش و كائنات لا محالة بأن تكون بالآدمية ، إضافة إلى حادثة مدينة الدار البيضاء التي راح ضحيتها شاب بعد أن حاول قتل صديقته أمام الملأ ليقوم بعدها بوضع حد لحياته ، حتى يصدم مجددا بكارثة مشابهة نواحي مدينة افران و التي أودت بحياة شابة في 24 من عمرها نحرا حيث فصل رأسها عن جسدها هي الأخرى ، تاركة ورائها والدها الكهل و ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات تحت صدمة نفسية حادة و التي من الممكن أن تغير منحى حياتهم الاجتماعية و تدخلهم بمعاناة نفسية حادة، فرغم اختلاف بعض التفاصيل الا و أن أغلبها تتشابه في محتوى دلالتها و أغلب هذه الحوادث تم توثيقها بالفيديو و نشره على الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي …
بعد هذا التسلسل الغير الاعتيادي لهذا النوع من الأحداث و غيرها العديد و دون التطرق للتفاصيل و الحيثيات، و تنويرا للرأي العام ارتأينا التطرق لمظاهر هذه الأحداث لما تحمله من دلالات على إمكانية وجود اختلال سيكولوجي لدى الجناة و الذي يعتبر السبب الرئيسي وراء حدوث و تفاقم هذا النوع من السلوكات اللاسوية .
فهل حقا توجد اضطرابات و أمراض عقلية و نفسية تقود الفرد لارتكاب جرائم شنيعة بهذا الحجم ؟

يبقى الاضطراب و المرض العقلي و النفسي من الأمور التي يصعب تقبلها بمختلف الطبقات و الأوساط الاجتماعية، الأمر الذي يبقى مرتبطا بالوصم و التمثلات و الصور النمطية الخاطئة التي يحملها الأفراد عنها و حتى جهلهم الغير مبرر بالأمر ما يجعلهم يلتجأون للسحرة و المشعوذين و الرقاة و غيرهم من من يدعون امتلاك الحكمة و العلم و القدرة على العلاج البديل .
تضل امكانية معانات الجناة التي تبث ضلوعهم في هذه الحوادث و غيرها دليلا قاطعا الاضطراب و المرض العقلي و النفسي خصوصا عندما يكون فيها الجاني يعيش او عاش ظروفا معيشية صعبة ، فنحن نتحدث هنا اضطرابات الشخصية التي تؤدي بصاحبها لحمل عدوانية أكبر نحو المجتمع و الآخرين حتى المقربين منه أحيانا، لأسباب عدة منها تعرضه لخبرات حياتية سيئة في مرحلة من مراحل حياته أو الإدمان على المخدرات الخ…
أكدت البحوث في علم الإجرام خصوصا على أن نسبة ارتكاب المعتوهين لجرائم القتل هي نسبة قليلة مقارنة مع حالات فئة البلهاء الذين يتميزون بسلوكات إجرامية أكثر خطورة و التي تشمل السرقة و القتل في حالة كانوا في حالة غضب ، أما بالنسبة للمختلين العقليين فتتميز جرائمهم بالضرب و الاغتصاب و القتل ، اضافة لحالات الفصام و البارانويا ، الهوس ، الاكتئاب المتهيج ، السوداوية ، الشخصية السيكوباتية ، الهيستيريا و الاضطرابات النفسية الناتجة عن الامراض العضوية ألخ..

يبقى السلوك الإجرامي مرتبط بالجانب السوي و اللاسوي من شخصية الفرد ، لكن ما يدق ناقوس الخطر هو الامتداد و التطور الكبير الذي تعرفه الجريمة في مختلف مظاهرها داخل المجتمع المغربي و الذي يضع هو الأخر المواطن أمام إشكالية جودة و جدية و مدى تمكن الأمن و السلطات المعنية من التحكم بزمام الأمور و التقليص من مظاهر هذه الأخيرة .
فهل ارتفاع نسبة الجريمة بالمغرب و تطورها مرتبط بضعف جودة الأمن الداخلي للبلاد ؟ أم هي مرتبطة باختلال و ضعف البنية النفسية لشعب البلاد ؟

مشاركة