بقلم: عشار أسامة
في خطوة لافتة، قررت مجموعة من المنابر الإعلامية في إقليم بنسليمان مقاطعة دورات وأشغال اجتماعات جماعة المنصورية. جاء هذا التحرك كرد فعل على رفض رئيس الجماعة المستمر الإدلاء بتصريحات أو توفير أي معطيات للصحافة المحلية، رغم دورها الأساسي كصلة وصل بين الجماعة وساكنة المنصورية.
هذا التوتر يفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول مفهوم الشفافية والتواصل بين الهيئات المنتخبة والإعلام، خاصة عندما تتبنى بعض الجماعات خطاباً إعلامياً موجهاً يخضع لمنابر تابعة لها، تتحكم في مضامينه بما يخدم مصالحها، ويغطي على المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنطقة. في ظل هذه المعطيات، يبدو أن المقاطعة لم تكن مجرد رفض للتعامل، بل رسالة صريحة تهدف إلى فضح محاولات التستر على النقاشات الساخنة التي تدور بين أعضاء المجلس ورئاسته.
يبقى التساؤل مطروحاً: هل يمكن أن تعود جسور التواصل بين الإعلام والجماعة؟ وهل ستستجيب الجماعة لمطلب الصحافة بالشفافية، أم أنها ستصر على الاستمرار في نهجها الحالي؟ وكيف يمكن للساكنة أن تكون على دراية كاملة بما يحدث داخل قاعة الاجتماعات في ظل هذه التحديات؟
