الرئيسية آراء وأقلام الإعلام المصري يبالغ في تضخيم أحداث مباراة الجيش الملكي والأهلي… وتاريخ الملاعب يفضح ازدواجيته

الإعلام المصري يبالغ في تضخيم أحداث مباراة الجيش الملكي والأهلي… وتاريخ الملاعب يفضح ازدواجيته

l
كتبه كتب في 30 نوفمبر، 2025 - 6:18 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي

يصرّ جزء من الإعلام المصري، ومعه بعض الصفحات المأجورة على مواقع التواصل، على النفخ في الأحداث التي شهدتها مباراة الجيش الملكي والأهلي، ومحاولة تقديمها وكأنها “سابقة خطيرة” و”كارثة غير مسبوقة” في الملاعب الإفريقية. هذا الخطاب المتشنّج لا يعكس سوى ازدواجية صارخة وتجاهلاً متعمداً لوقائع مماثلة—بل أشدّ—تورطت فيها جماهير الأهلي نفسها عبر سنوات.

رمي قارورات الماء في ملعب مولاي الحسن الرباط

1000396945
1000396946

رمي لاعبي الوداد البيضاوي بقارورات الماء بملعب القاهرة بمصر

فالجميع يتذكر جيّداً كيف رمت جماهير الأهلي لاعبي الوداد البيضاوي بقارورات الماء، وكيف تفننت في السب والشتم داخل ملعب القاهرة، ولم ينبس الإعلام المصري حينها ببنت شفة، بل اعتُبر الأمر “طبيعياً” ويحدث حتى في أكبر الملاعب الأوروبية. اليوم، فجأة، تصبح أحداث الرباط “عيباً” و”فضيحة كروية” فقط لأن الطرف المعني هو فريق مغربي.

التهجم على المغرب والجيش الملكي… حملة ممنهجة بلا مهنية

ما يثير الاستغراب ليس التفاعل مع الحادث، بل الركوب عليه لتوجيه السهام نحو نادي الجيش الملكي والجمهور المغربي، والتشكيك في قدرة المغرب على التنظيم—وهو البلد الذي نجح في تنظيم أحداث عالمية بشهادة الجميع.

الإعلام المصري الذي عهدناه في لحظات أصعب أكثر اتزاناً، اختار اليوم خطاباً غوغائياً لا يخدم أحداً، بل يكشف مستوى خطير من التهجّم الممنهج والبحث عن كبش فداء لإلهاء الجماهير عن مشاكل فرقهم وأزماتهم الداخلية.

الحكم سبب الشرارة… والـVAR الغائب أكبر خطأ تنظيمي

ولنتحدث بصراحة: غضب جمهور الجيش الملكي كان له ما يبرره. فقرارات الحكم أثارت الريبة منذ البداية:

ضربتا جزاء واضحتان لم تُحتسبا،

هدف اعتبرته الجماهير صحيحاً،

وسلوكيات استفزازية من بعض لاعبي الأهلي.

أي جمهور في العالم كان سيتفاعل بالطريقة نفسها وأكثر، خصوصاً حين يتم تنظيم مباراة بمستوى عال دون تقنية الفار، وكأننا أمام مباراة ودية لا لقاء إفريقي قوي.

المغاربة ليسوا دعاة عنف… لكنهم لا يقبلون الاستفزاز

المغاربة مشهود لهم بالتشجيع الحضاري داخل وخارج الوطن، والتاريخ يشهد بذلك. غير أن ما يستفز الرأي العام المغربي اليوم هو تسليط الضوء على رد الفعل مع تجاهل الأسباب الحقيقية، ومحاولة تصوير المغاربة وكأنهم “معتدو كرة”.
هذا خطاب مرفوض، ومردود عليه، ولن يمرّ بهذه السهولة.

رسالة إلى الإعلام المصري: كفى تناقضاً

وبكل وضوح نقول لبعض الأصوات المصرية التي نصّبت نفسها حَكَماً على الكرة الإفريقية:

قبل أن تتحدثوا عن الآخرين… تذكروا تاريخ ملاعبكم.
وقبل أن تلقوا الدروس… راجعوا أرشيف مواجهات الأهلي في مصر وخارجها.
وكفى لعباً على وتر الفتنة بين الجماهير، لأن كرة القدم الإفريقية مليئة بأحداث أكبر من هذه، وتم تجاوزها دون هذا الضجيج المفتعل.

مشاركة