صوت العدالة – عبد السلام اسريفي
انعقدت اليوم الجمعة 25 يناير بمقر المحامين الشباب بالخميسات،ندوة حول” الأمازيغية وسؤال الحداثة”،شارك فيها كل من أحمد عصيد،حسن أوريد و،أحمد أحرموش والأستاذ بلميلودي.
وتساءل الأساتذة المشاركون في هذه الندوة حول ما يميز شعب عن شعب،و فئة عن فئة،ليتفقوا جميعا حول الخصوصية الحداثية التي قد تجمع كما قد تفرق.
وقد أبحر أحمد عصيد كعادته في البحث عن أجوبة شافية لما يسميه دائما بسؤال الحداثة داخل اللغة الامازيغية ،حيث انطلق من مفهوم الحداثة من خلال ربطها بمفاهيم أخرى تنبع من تاريخ الأمازيغ وفنونه وقيمه.معتبرا أن الحداثة ذات بعد ونزعة إنسانية .وبالتالي فمنظورها يتجاوز المحلي والذاتي . بل معانقا الكوني بكل أصالة متفتحة ومعاصرة تنظر للتجديد برؤية تنويرية تتجاوز العنف وقانون الغاب والإستبداد السلوكي ،مضيفا أن القيم عند العقل الامازيغي هو ميثاق شرف جماعي يمثل إرادة جماعية من أجل حياة ومصلحة جماعية تحمي الضعيف من كل تهديد داخلي أوخارجي خلافا لما أورده نيتشه كونه جرد كل القيم من ما هو أخلاقي وإنساني .. ومن أجل حماية حياة الافراد والجماعة.
وتطرق حسن أوريد في سياق حديثه عن الحداثة في علاقتها بالأمازيغية كلغة تطورت وتأقلمت رغم وجود عناصر مقاومة،الى العقل الأمازيغي باعتباره أداة إنتاج الأعراف والتقاليد ذات الاهداف القيمة غير تدبير الشأن الامازيغي الإنساني في مختلف توجهاته التاريخية والفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية في إطار ديمقراطي مسالم وسلمي يؤمن بحسن الجوار والتعايش والمثاقفة والتعاون الهادف ،مضيفا ،أن هذه القيم الحداثية هي بالضبط من حاولت أن تحافظ على كياننا المادي والرمزي والروحي .
فيما تطرقت كلمة أحمد أحرموش الى الشق المتعلق بمضمون هذه الحداثة التي تحاول تكييف الأمازيغية مع معطياتها الجديدة،معتبرا أن الأمازيغية حافظت على استمراريتها رغم الحروب والإقصاء والتهجير والتحامل والتعريب و نعرات المخزن ،ومضامين القيم هاته هي التي ساهمت بقدرة فائقة في تكريس مبدأ الهوية ،مضيفا أنها الوحيدة من كانت خلف صيانة ما تبقى من موروثنا الفكري والثقافي والادبي .
وعرفت الندوة تفاعل الجمهور الحاضر،حيث ركزت أغلب التدخلات على مفهوم الحداثة والسياق التاريخي الذي سوق فيه،ومدى استجابة اللغة الأمازيغية لعناصر الحداثة.أسئلة جعل منها المشاركون أرضية لفتح نقاش موسع توج بتبني أفكار جديدة،ستكون محور لندوات أخرى ستخرج أكيد الخميسات من تهميشها الاقتصادي الى نهضة فكرية ترمم الخدوش التي تسببت فيها السياسة.