وجه إدريس الأزمي الإدريسي، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة للحكومة، متهما إياها بالفشل في الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية، وبتقديم أرقام وصفها بـ”غير الدقيقة” بشأن مشاريع التغطية الصحية والدعم الاجتماعي.
وفي ندوة صحفية نظمها الحزب، اليوم الجمعة 4 يوليوز 2025، تحت عنوان “اختلالات ورش تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية”، كشف الأزمي أن حوالي 8.5 ملايين مغربي ما زالوا محرومين من التغطية الصحية، رغم التصريحات الرسمية التي تتحدث عن تعميم التغطية على كافة المواطنين.
وأضاف أن “ما يعلن في الخطابات الرسمية لا يعكس الواقع الميداني”، مشيرا إلى وجود فجوة واضحة بين الخطاب الحكومي وما يعيشه المواطن المغربي يوميا، خاصة في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
وفي الشق المتعلق بالتعليم، انتقد الأزمي قرار الحكومة بإلغاء برنامج “مليون محفظة”، مؤكدا أن أزيد من 1.7 مليون تلميذ وتلميذة حرموا من الدعم، مما فاقم معاناة الأسر الفقيرة وزاد من التفاوت في فرص التعلم.
كما أشار إلى ما وصفه بـ”التراجع عن المكتسبات الاجتماعية”، من خلال إقصاء 43 ألف أرملة و123 ألف يتيم ويتيمة من برامج الدعم التي كانوا يستفيدون منها سابقا، دون تقديم بدائل واضحة.
وتساءل الأزمي عن مدى تقدم الحكومة في تنفيذ برنامج الدعم المباشر، الذي يفترض أن يشمل 1.5 مليون طفل، مشككا في مصداقية الأرقام المعلنة، كما انتقد ضعف استفادة المواطنين من منحة الولادة، مؤكدا أن فقط 3% من المستحقين حصلوا عليها رغم الدعاية الكبيرة التي رافقت إطلاقها.
وفي ختام كلمته، أشار الأزمي إلى بيان صادر عن البنك الدولي، يفيد بأن الحكومة لم تتجاوز بعد نسبة 75% في تعميم التغطية الصحية، في تناقض واضح مع تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن بلوغ 100%. وقال الأزمي: “نحن بحاجة إلى توضيحات صريحة من رئيس الحكومة حول هذه المفارقات في الأرقام”.
