الرئيسية آراء وأقلام اخنوش انتصر لشباب هزم نفسه ؟

اخنوش انتصر لشباب هزم نفسه ؟

received 1905144406447620.jpeg
كتبه كتب في 29 سبتمبر، 2018 - 12:22 صباحًا

 

 

صوت العدالة – د.العياشي الفرفار

 

 

ان تجرى مباراة في كرة القدم بين شيوخ حزب سياسي -و شبابه و لوفي اطار ترفيهي – فان الحدث مهم , ويمنحنا مساحة تفكير في موضوع ظل النقاش مسكوتا عنه لمدة طويلة لاسباب وظيفية .
مباراة في كرة القدم بين الشيوخ و الشباب من حيت المبدأ تشكل حدثا استثنائيا و غير مالوف في الساحة الحزبية المغربية على الاقل هي فرصة لتكسير القيود و خلق اطار للاحتكاك و التواصل بين الشباب و الشيوخ , بين القوة و الخبرة , كما انها مناسبة لتوفير الفرجة لمنخرطي الحزب و تشجيع من يلعب و من يسجل و من ينتصر ؟؟
المفارقة تظهر حين ينتصر الشيوخ على الشباب و هي مفارقة حادة تستدعي نقاشا دقيقا .
العلاقة بين الشباب و الشيوخ في علاقتها بتدبير الشان العام كانت دائما علاقة متوثرة و مؤسسة على الحذر و الصراع , و لعل اعدام سقراط الفيلسوف العظيم كان بسبب انتصاره للشباب حين دعا حكام اثينا الشيوخ الى ايقاف الحرب لانها في نظره مجرد محرقة للشباب .
فالحرب في نظر سقراط وسيلة الشيوخ للتخلص من فورة و قوة الشباب لتامين بقاءهم في السلطة , لذا دعا سقراط الى منع الحروب لكي يعيش الشباب من اجل المدينة و لبناء المدينة .
و النتيجة احس الشيوخ / الاليغارشية بخطورة فكر سقراط فقدموه للمحاكمة بدعوى افساد عقول الشباب ؟
استمر مسلسل العداء او التوظيف المصلحي للشباب كطاقة لفائدة الشيوخ , الى حدود
انتفاضة 68 الشبابية و التي كشفت خطورة و تبعات الإقصاء و الإهدار القصدي لطاقات الشباب و إبعادهم من دوائر صنع القرار .
غير ان في الوطن العربي حيت كونه اخر من يفهم , لم يفهم الحكام العرب قيمة الشباب الا حين حولوا انظمتهم الصلبة الى فقاعات تبخرت في الهواء , حتى ان حسني مبارك لما اخبر بخطورة شباب شبكات التواصل , استهزا بهم و قال دعهم يلعبون , فكان لعبهم ثورة على انظمة قاسية . وان كان شباب المغرب و عبر حركة عشرين فبراير فقد ثم الانصات اليهم بصوت الحكمة من طرف جلالة الملك وحول مطالبهم الى دستور شكل اداة عبور امن .

ان يقرر مسيرو حزب تنظيم مباراة في كرة القدم و لو بشكل رمزي هو حدث دال و كثيف حتى لو تم بطريقة لا شعورية او دون ادراك ابعاده ورهاناته .
هزيمة الشباب تثير موجة من الاستغراب تسود اغلب التعليقات كيف لشباب يملكون القوة ان ينهزموا امام الشيوخ حتى لو كانت المباراة تتم في اطار ترفيهي .
النتيجة قاسية , في حق الشباب لانه كيف يعقل للقوة القادمة و للشباب الذي اريد له ان يكون صوتا ترافعيا و قوة فعل ان يتحول الى مفعول به – في مواجهة محسومة و بكل التفاصيل لصالحه – الامر يشكل مفارقة حادة .
اننا امام جيل جديد من الشباب اريد له ان يتخلى عن كل شئ حتى عن قوته و عن موقعه من اجل ان ينتصر الزعيم , كيف نريد ان نبني جيلا شبابيا قادرا على مواجهة الواقع و قادرا على خوض مواجهات صعبة و عنيفة من اجل مشروعه السياسي , على اعتبار ان السياسة ليست فعلا ملائكيا و لا نزهة على الشاطى لكنها القدرة على اكتشاف الخصوم و القضاء عليهم وفق نظرية كارل شميد .
شبيبة حزب معناه مرحلة وسطى للانتقال الى الفعل السياسي أي هي مرحلة اعدادية من اجل ولوج علم السياسة الصعب و الذي لا يؤمن الا بالاقوياء , حيت اثبات التواجد مرتبط بالجاهزية و التنافسية من اجل حجز مكان وافتكاك مكان تحت شمس السياسة الحارقة من اجل تاكيد الذات و الدفاع عن قيم الحزب و مرجعياته .
الحزب يقدم نفسه عبر خطاب كمنقذ للسياسة و كحامي للملكية و لتاريخنا الطويل من خلال التاكيد انه يحمل سلة حلول لانقاذ الوطن . و ان كنت استغرب كيف لحزب عمره اربعين سنة يحمي دولة عمرها 1400 سنة . ربما نحتاج الى المزيد من منسوب العقلانية في خطاباتنا .
كما يعتبر نفسه انه البديل لتصحيح مسار السياسة و صناعة افق جديد لفعل سياسي يتصالح مع المواطن و مع انشغالاته و مع همومه و يؤسس لخطاب انقاذي من داخل فنادق مكيفة و قاعات فسيحة وسط ملاعب الغولف الجميلة .
ربما شباب الاحرار بهزيمتهم يريدون توصيل رسالة للجميع ان الزعيم اخنوش لا يمكن ان ينهزم و انه لاعب جيد و ان المواجهة معه تعني الهزمية بلا شك ؟؟؟ .
فنتيجة المبارة كشفت ان شباب حزب التجمع الوطني للاحرار قلبوا الدرس السقراطي الذي انتصر للشباب و حوكم بسببهم و اعدم دفاعا عنهم , لكنهم قلبوا الدرس انتصروا للشيوخ و خذلوا انفسهم ؟؟
ربما الاستنتاج المنطقي لزعيم الحزب ان نتيجة المبارة ستتكون بالنسبة له ذات مردود سالب حول فعالية شبيبته ان كان فعلا يراهن على النزول للشارع و مواجهة خصوم اشداء , فهؤلاء ينسحبون مع اول مواجهة في الميدان .
اخنوش انتصر لشباب لكنهم هزموا انفسهم ؟

مشاركة