في رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انتقد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، إدانة ماكرون للمقاومة الفلسطينية ودعمه للاحتلال الإسرائيلي. واعتبر ابن كيران أن موقف الرئيس الفرنسي يمثل “ظلما صارخا وإهانة غير لائقة للشعب الفلسطيني المظلوم منذ عام 1948”.
وأشار ابن كيران في رسالته، التي توصلت “صوت العدالة” بنسخة منها، والتي جاءت ردا على خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، إلى أن وصف هذه الفظائع بأنها “حق الدفاع عن النفس” يعد تحريفا للواقع. وذكر أن تاريخ الصراع الفلسطيني يعود لأكثر من 76 عاما، حيث تعرض الفلسطينيون لأبشع أشكال التقتيل والتشويه على يد الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
كما استشهد ابن كيران بتصريحات ماكرون السابقة بشأن البربرية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن حركة حماس، مثلها مثل حركات التحرير الأخرى في العالم، تمثل حقا مشروعا في مقاومة الاحتلال.
وأكد ابن كيران أن المغرب يضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية، مبرزا دهشته من تصريحات ماكرون التي تصف الهجوم الذي شنته حماس بأنه “همجية”. وأشار إلى مسؤولية فرنسا التاريخية في مواجهة أي تحريف للتاريخ، داعيا إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني.
ودعا ابن كيران المجتمع الدولي، وخاصة فرنسا، إلى اتخاذ إجراءات واضحة لإدانة الجرائم الإسرائيلية والضغط عليها لوقف أعمالها في غزة وفلسطين. وشدد على أهمية تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكب عام 1948، والذي أدى إلى معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني.
في ختام رسالته، أكد ابن كيران على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية حرة ومستقلة، مشددا على أن هذا الحق غير قابل للتصرف، وأن تحقيق السلام في المنطقة يعتمد على احترام حقوق الفلسطينيين. كما أعرب عن تقديره لموقف فرنسا الواضح تجاه قضية الصحراء المغربية، متمنيا أن تسهم الشراكة بين المغرب وفرنسا في تعزيز العدالة والسلام في العالم.
