الرئيسية آراء وأقلام “إضطرابات الهوية الجنسانية”

“إضطرابات الهوية الجنسانية”

20180929 011614.jpg
كتبه كتب في 29 سبتمبر، 2018 - 1:14 صباحًا

بهضاض محمد طه: باحث في علم النفس و مؤهل للاستشارة و المرافقة النفسية و التربوية.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا لفيديو محتواه زواج فتاتين من مدينة وجدة لبعضهما البعض ، الشيء الذي أدى إلى استياء مجموعة من المواطنين ، خصوصا مواطني الجهة الشرقية من المملكة نظرا للتحفظ و الالتزام الذي تعرفه هذه الأخيرة .
و هو ما دفع العديد من الناس إلى التساؤل عن سبب تفاقم مثل هذه السلوكات الشاذة و التي تمس بقيم و معتقدات المجتمع المغربي المحافظ من جهة و بضوابط المنظومة القانونية و الدينية من جهة أخرى ، غافلين فيها عن مختلف الاضطرابات النفسية و الفيزيولوجية التي تؤدي إلى هذا النوع من السلوكات ،إضافة لخلطهم بين مجموعة من المصطلحات المرتبطة أساسا بالشذوذ الجنسي ، التحول الجنسي ، المثلية الجنسية و اضطرابات الهوية الجنسية بشكل عام .
مما يحث علينا كباحثين في علم النفس صياغة مجموعة من البحوث و المقالات العلمية التي من الممكن أن تنور الرأي العام فيما يخص هذا الطابو و الذي يعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يجب تخطيها.
اذن ما المقصود بالمثلية الجنسية ، الشذوذ الجنسي ، التحول الجنسي و اضطراب الهوية الجنسية بشكل عام ؟

في هذا الشأن نقصد بالمثلية الجنسية ّ الانجذاب الجنسي بين أفراد من نفس الجنس و قد يكون هذا الانجذاب ضئيلا أو منعدما ، و لا يمكن الجزم بكون التوجه الجنسي أمرا اختياريا أم لا, لكونه نتاجا لعدة عوامل بيولوجية ، نفسية و اجتماعية …
الشاذ ، المثلي أو اللوطي هي ألقاب تطلق على الذكر ذو الميول الجنسي المثلي ، أما الأنثى فيطلق عليها بالمثلية أو السحاقية .
الشذوذ الجنسي أو الانحراف الجنسي – البارافيليا – و الذي يعتبر حالة من الإثارة الجنسية لأشياء و حالات لا تشكل إثارة جنسية لأغلب الأفراد و المرتبط بالأساس حسب التحليل النفسي بعقدة أوديب و بحيث أن أسبابه غير واضحة لحد الآن .
أما التحول الجنسي فهو مرتبط أساسا بالأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية متعلقة بالأعضاء التناسلية ( الانترسيكس ) و التي تعتبر من المحرمات و خطا أحمر لا يجب التدخل في استدراكها خصوصا بالعديد من الدول العربية و التي تتطلب تدخلا طبيا و تجميليا لتحديد جنس الطفل إضافة للمتابعة و المرافقة النفسية . هدا الاضطراب الناتج عن خلل في عمل الغدد التناسلية التي تقوم بتحديد جنس الطفل عن طريق تأنيث أو تذكير هرموناته .
يقصد باضطراب الهوية الجنسية اللارتياح حول نوع الجنس الذي يولد به الفرد و المرتبط بتشوه صورة الجسد و كرهه بسبب خلل هرموني تتعرض له الخطوط الجندرية ( الجنسية ) الموجودة بالمخ لدى الجنين و المسؤولة عن تعريف الدماغ و شعوره بالجنس الذي ينتمي إليه هذا الأخير، بحيث استنتج العلماء أن هذه الخطوط الجنسية تكون مختلفة البنية لدى هذه الفئة بالذات مما يجعلهم يشعرون بانتمائهم لعكس جنسهم ، و تجدر الإشارة الى أن نسبة إصابة الذكور بهذا الاضطراب أكثر من نظيرتها مقارنة لدى الإناث و التي تظهر على سلوك الطفل الذكر مثلا كإشارات في أسلوب اللعب و الميول للجنس الآخر و الاهتمام أيضا بنشاطاته و ميولاته أيضا .

انطلاقا مما سبق يمكن القول أن هذه الحالات و غيرها الكثير التي لم و لن تتمكن من التحدث علنا عن معاناتها، خوفا من وصم المجتمع و سلوك الناس العدواني و خوفا من المنظومة القانونية التي تجرم هذا النوع من السلوكات الانتماءات ، و التي لا تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الخصوصيات البيولوجية ، الجينية و النفسية لهذه الفئة المهضومة حقوقها باعتبارهم أقل قيمة من باقي أفراد المجتمع المغربي ، مما يجعل البحث العلمي في هكذا نوع من الظواهر صعبا ان لم نقل شبه مستحيل ما يعسر وثيرة إحصاء هذه الفئة من جهة وتصنيفها حسب نوع الاضطراب لتيسير حلول تقي و تعالج هذه الظاهرة .

مشاركة