الرئيسية أخبار وطنية “إسكوبار الصحراء”: قضية تهريب وأموال ضخمة أمام القضاء واعتراف ب 170 مليار يثير الشك

“إسكوبار الصحراء”: قضية تهريب وأموال ضخمة أمام القضاء واعتراف ب 170 مليار يثير الشك

said 1 2 1
كتبه كتب في 21 مارس، 2025 - 4:06 مساءً

بقلم: عبد الكبير الحراب

تواصل غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء النظر في قضية عبد الرحيم بعيوي، المتهم في قضايا تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، إلى جانب تهم أخرى تشمل المساس بالحرية الشخصية وحيازة أموال مشبوهة. القضية، التي تحمل أبعادًا مالية وأمنية معقدة، كشفت عن شبكة معاملات مثيرة للجدل، تضع المتهم في قلب فضيحة مالية كبرى.

أحد المحاور البارزة في الملف يتمثل في استيراد مجموعة من الشاحنات، التي يُشتبه في استخدامها لنقل المخدرات. التحقيقات كشفت أن الحاج بن إبراهيم، المعروف بـ”المالي”، استورد 60 سيارة و16 شاحنة، لكنه لم يتمكن من استخراج شهادات المطابقة لعدم استيفائها المعايير المطلوبة.

وفقًا للمحاضر الرسمية، تم بيع 11 شاحنة لعبد النبي بعيوي، وسط شبهات حول استخدامها في عمليات التهريب. المتهم، خلال جلسات الاستماع، نفى مسؤوليته، مؤكدًا أن خمس شاحنات فقط دخلت البلاد، وأنه لم يكن مسؤولًا عن الشركة وقتها. كما شدد على أن هذه المركبات كانت تُستخدم في نقل الحجارة، نافياً علمه بأي حوادث مرتبطة بها.

النيابة العامة سلطت الضوء على حسابات المتهم البنكية، حيث رُصدت إيداعات نقدية ضخمة تجاوزت مليار و228 مليون سنتيم، إلى جانب تحويلات أخرى بقيمة 520 مليون سنتيم، ما أثار تساؤلات حول مصادر هذه الأموال.

في دفاعه، أوضح المتهم أن ثروته ناتجة عن أنشطته التجارية والفلاحية، إذ يمتلك 12 مقلعًا، ويحقق مداخيل سنوية تصل إلى 170 مليار سنتيم من قطاع المقالع، فضلًا عن عائدات زراعية بقيمة 10 مليارات سنتيم، وأرباح إضافية من الأراضي والمواشي تقدر بـ200 مليون سنتيم سنويًا.

من بين النقاط المثيرة للجدل في القضية، الاشتباه في تعطيل نظام التموقع العالمي (GPS) في الشاحنات، وهو ما اعتبره التحقيق مؤشرًا على محاولة إخفاء تحركات المركبات. غير أن المتهم برر الأمر بكونه عطلًا تقنيًا شائعًا في بعض الشاحنات. كما نفى صحة تقارير الخبرة التي أشارت إلى تزوير الأرقام التسلسلية للمركبات، مؤكدًا أنها مستوردة من إيطاليا وليست صينية الصنع.

خلال المحاكمة، أثيرت تساؤلات حول علاقة عبد النبي بعيوي برجل الأعمال فؤاد اليزيدي، حيث كشفت التحقيقات عن شراكة بينهما لإنشاء مقلع للرمال، إلى جانب معاملات مالية مثيرة للشكوك. كما تم التطرق إلى حساب بنكي فتح باسم والدة المتهم، وهو ما برره الأخير بضرورات تتعلق بالإرث.

ومع توالي الجلسات، تكشف القضية عن أبعاد أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد ورود معطيات حول عمليات تهريب ضخمة تجاوزت 55 طنًا من المخدرات. وبينما يتمسك المتهم ببراءته، يترقب الرأي العام تطورات المحاكمة، في انتظار أن تكشف الجلسات المقبلة عن المزيد من الحقائق في هذه القضية التي تثير جدلًا واسعًا.

مشاركة