جواد حاضي: اعلامي وفاعل مدني
أين الثروة؟ سؤال حرك الشارع المغربي مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش في ذكراه ال 15، مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك كان روادها ساعتها يلبسون جلباب المحقق، فنشروا عشرات الأجوبة، وفضحوا جيوب المقاومة.
وبدورنا سنفضح وبالأرقام هذه العصابات المنظمة، والتي يمكن تسميتها باللوبي الريعي، الذي يستفيد من الغلة منذ سنوات، وله بلطجية يحمونه من كل من حاول نبش وفضح رقصاتهم.
فالنقطة التي أفاضت الكأس وحركت المجتمع المدني بعدد من ربوع المملكة الشريفة، وجعلته ينتفض في وجه جيوب المقاومة، هي سرقة الرمال، والتي تكبد الدولة خسائر مالية مهمة قدرها الخبراء وأهل القطاع بين 5 و6 مليارات درهم سنويا، وذلك من خلال تسويقهم ما يزيد عن 55 بالمائة من الرمال المستعملة في السوق المغربية، وما خفي كان أعظم.
بهذه الأرقام المخيفة والكبيرة تم الكشف عن جزء بسيط من الثروة التي تساءل عليها عاهل البلاد، 5 مليار درهم سنويا، هذا الرقم الكبير التي يمكن أن نشيد به عدد من المدارس والمستشفيات والجامعات وتعبيد كليمترات من الطرق، وفك العزلة عن عدد من القرى والمداشر.
فقطاع الرمال رغم أن الرف القانوني يزخر بترسانة قوية، إلا أن جيوب المقاومة أكبر من إرادة دولة وإرادة شعب، استأسدت من خلال المال السايب، واستطاعت أن تحصن نفسها وتجعل نفسها فوق القانون، رغم أنها “واكلة الغلة”.
وبعد الرمال سنتجه لقطاع يعرف عدد الشبهات وتوجه عدد من الاتهامات. وغير بعيد عن الكثبان الرملية والبحرية، وبالضبط ما يجري في أعالي البحار، منها تهريب الأخطبوط، خاصة أثناء الراحة البيولوجية، أو الكمية المسموح بها. وهذا يقع في المناطق الجنوبية للمملكة. أما في شمالها فصيد “التونة” أسالت المداد، ولم يكتفي للأمر، فعدد من المقالات وحسب تصريح عدد من المهنيين، أن عملية صيد التونة الحمراء، بواسطة المزربة “المضرابا”، حيث يتم اعتراض اسراب التونة المهاجرة، و توجيهها في مسالك من الشباك العائمة الى أن تصل الى حجرة الموت، حيث يتم تجميع الشباك و نقل المصطادات من سمك التونة الحمراء الى منصة التجميع، ومنها تنقل الى سفن خاصة نحو السوق الدولية، دون عبورها من سوق البيع بالجملة. مما يكبد ويفوت على خزينة المملكة ملايير الدراهم.
في تطرقنا لنقطتين فقط وهما “سرقة الرمال” و “الصيد العشوائي والجائر” رصدنا ملايير الدراهم تفوت على الدولة، وتذهب لجيوب المقاومة، أعداء التنمية وأعداء الإصلاح.