الرئيسية آراء وأقلام أليسوا بشرا مثلنا ؟

أليسوا بشرا مثلنا ؟

IMG 20241227 WA01684
كتبه كتب في 19 يناير، 2025 - 9:17 مساءً

بقلم..محمد الموستني

تتحرك وسائل الاعلام الوطنية وتعلن عن احوال الطقس، وتقول: نشرة من النوع البرتقالي( رياح قوية،درجة حرارة تحت الصفر،زخات مطرية تساقطات ثلجية) ؛ ولكن هل يتحرك المسؤولون في اطار الواجب للاخذ بيد من يبيتون في العراء، يفترشون الارض ويلتحفون السماء ؟ لا اعتقد بما يكفي، حين الاحظ المتشردين لا زالوا يعيشون حالات مأساوية دون اي التفاتة انسانية تحميهم من افات البرد القارس ومن المخمصة. فهم ابناء جلدتنا حقهم ان تصان كرامتهم الانسانية وبالاخص في شقها القانوني و التي طالما تبقى حبرا على الاوراق. فغالبا لا تطبق الا ناذرا ومناسباتيا.
نشاهد في واضحة النهار ، تحت اشعة الشمس وفي الليل تحت اضواء مصابيح الشوارع الكاشفه قرب القمامات، وفي اركان اسوار المؤسسات، وبجانب الطرقات، وبداخل المباني المهجورة، شبانا وكهولا وشيوخا جعل منهم القدر ما شاء والتفريط سياحا( touristes) بدون اتجاه يبحثون عن المفقود ، منهم حافي القدمين، ومنهم عاري الجسد، ومنهم رث الاثواب، يلاحقون السراب يعلم الله ما بداخلهم والاسباب التي ادت الى حالهم البئيس. فمنا من لا يبالي بهم، ومنا من يطرح اكثر من سؤال: من هم هؤلاء،،؟ ولماذا لا يؤخذ بايديهم..و..و؟ بل اكثر من ذلك سؤال عريض يحمل اكثر من دلالة، الا وهو من المسؤول عنهم ؟ وهل من قانون يضمن لهم حقهم في العيش الكريم؟
كثيرة هي الاجوبة عن هذه الاسئلة. فتكون همزه وصل بين هذا وذاك، فاحيانا يتم ترحيلهم الى مكان اخر عندما يتكاثرون في بعض الاماكن أويشار اليهم في بعض الجرائد، واحيانا تقوم بعض الجهات المعنية بايوائهم وتطبيبهم، لكن سرعان ما تعود الحاله الى ما كانت عليه فنبقى نشاهدهم على أرض الواقع وعلى صفحات الجرائد والمواقع تحمل بين طياتها ماساة مؤثرة في القلوب الرحيمة التي لا تملك جهدا لمساعدتهم والتصدي لهذه الظاهرة المؤثرة.
ان قضية التشرد غدت من القضايا الانسانية العاجلة التي تتطلب تدخلا فوريا وشاملا من الدولة ، ووجود حلول جدرية لحمايتهم من تداعيات التشرد، باعتبار هذه الظاهرة معضله اجتماعية تحتاج الى معالجة شاملة مستدامة حتى لا يتعرض هؤلاء المتشردون الى المرض والموت والمخصصة حماية لكرامتهم.

مشاركة