الرئيسية آراء وأقلام أزمة خانقة بقطاع سباقات الخيول في المغرب

أزمة خانقة بقطاع سباقات الخيول في المغرب

IMG 20250913 WA0111
كتبه كتب في 13 سبتمبر، 2025 - 11:00 مساءً

بقلم:عبد الكبير الحراب

خلال السنوات الأخيرة، دخل قطاع سباقات الخيول في المغرب مرحلة صعبة تنذر بالانهيار، رغم أنه يشغّل آلاف العاملين عبر مختلف الأقاليم ويساهم بشكل ملموس في التنمية الفلاحية والاقتصادية. فقد أصبح هذا النشاط الحيوي، الذي يُفترض أن يكون رافعة اقتصادية واجتماعية، مهدداً بالإفلاس نتيجة تراكم الإكراهات وتجاهل المطالب العاجلة للمهنيين.

الجمعيات الممثلة للأغلبية الساحقة من المربين والملاّك، وعلى رأسها الجمعية الوطنية لمربي خيول السباقات وجمعية ملاكي خيول السباقات، إلى جانب النقابة الوطنية لمهنيي خيول السباقات والعروض التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رفعت مراراً أصواتها محذرة من تفاقم الأزمة. ومن أبرز ما يثير غضب المهنيين: تجميد قيمة المنح منذ سنوات، سوء التدبير والحكامة، غياب رؤية إصلاحية واضحة، وانسداد قنوات الحوار.

هذه التنظيمات المهنية لم تكتفِ بالاحتجاج، بل قدمت في أكثر من مناسبة ملفاً مطلبياً شاملاً يرمي إلى دعم المربين والملاك، وتحسين أوضاع العاملين اجتماعياً، ورفع قيمة الجوائز المالية للخيول الفائزة، إلى جانب الاستثمار في البنيات التحتية وتطوير سلالات الخيول المغربية.

وبينما تتفاقم الأزمة ويستمر التجاهل، لجأ المهنيون إلى مخاطبة الجهات المسؤولة بدءاً من رئاسة الحكومة، مروراً بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، ووصولاً إلى الشركة الوطنية المكلفة بتدبير القطاع (لاسوريك). كما أصدرت الجمعيات والنقابة بيانات مفصلة شرحت فيها مشاكل المنظومة واقترحت حلولاً ملموسة.

مطالب المهنيين اليوم واضحة:

فتح حوار جاد ومسؤول.

إطلاق برنامج استعجالي للدعم المالي وإنقاذ القطيع.

مساندة الملاك والمربين لتجاوز الأزمة الخانقة.

التعجيل بتوقيع العقد-البرنامج المعلق منذ سبع سنوات.

إشراك المهنيين في برمجة السباقات السنوية وتنظيمها.

كما يصر المربون والملاّك على ضرورة ترسيخ الحكامة الرشيدة عبر انتخابات شفافة، واعتماد قاعدة “حصان واحد/صوت واحد – فرس أم/صوت واحد” المتعارف عليها عالمياً، إلى جانب مراجعة نظام المنح المجمد منذ 2015 وربطه بمعدلات التضخم وكلفة الأعلاف والتجهيزات.

المطالب لا تقتصر على الدعم المالي فحسب، بل تشمل أيضاً توفير تغطية صحية، نظاماً للتقاعد، تأميناً للفرسان، ودعماً لوجيستياً لتطوير وسائل النقل الحديثة الخاصة بالخيول.

ويذكّر المهنيون بأنهم لعبوا دوراً محورياً في تنمية القطاع خلال العقود الماضية، من خلال إحداث ضيعات لتربية الخيول وتشغيل ما يقارب 30 ألف أسرة قروية، واقتناء تجهيزات حديثة والمشاركة في تظاهرات وطنية ودولية، بما منح صورة مشرّفة للمغرب في هذا المجال.

في هذا السياق الحرج، وتفاعلاً مع دعوة إدارة “لاسوريك” للحوار، قررت الجمعيات الأكثر تمثيلية والنقابة الوطنية إلغاء الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم السبت 13 شتنبر أمام حلبة آنفا بالدار البيضاء، وكذا تجميد باقي الخطوات التصعيدية.

وتؤكد هذه التنظيمات أن باب الحوار يبقى الخيار الأمثل لتجاوز الأزمة، داعية جميع المهنيين إلى المشاركة الواسعة في سباقات الخيول المقبلة، وإنجاح التظاهرات الكبرى التي تحتضنها المملكة، بروح المواطنة والمسؤولية، خدمةً للقطاع وحفاظاً على مصدر عيش آلاف الأسر المغربية.

مشاركة