خولاني عبد القادر
في سابقة خطيرة من نوعها تتوقف الدراسة بمدرسة بدر بمرتيل بفعل تعرضها لهجوم كاسح لأسراب “الناموس” تجتاح الحجرات الدراسية ، و كذلك يشتكي سكان المدينة من انتشار البعوض “الناموس” ، مباشرة بعد ارتفاع درجة الحرارة ، حيث أن المدينة قد شهدت هطول أمطار غزيرة مخلفة مستنقعات بمحيط و أطراف المدينة خاصة بالذراع الميت لواد مرتيل الذي أصبح مطرح للنفيات الصلبة و السائلة ، ساعدة في توالد البعوض وهو ما سبب إزعاج للساكنة ، في ظل سكوت محتشم للجهة المعنية بالتدخل لإيجاد حل لانتشار “الناموس” خلال هذه الأيام التي لسعاته أدت إلى معاناة الأسر داخل المنازل خاصة الأطفال الصغار .
و هنا نتساءل ما دور الشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بمرتيل، الذي كان من المفروض عليها اتخاذ الإجراءات المناسبة لحل المشكل من جدوره ، عبر معالجة بؤر المياه العادمة التي يتكاثر فيها البعوض، الذي عادة ما ينتشر بعد توقف خلية محاربة البعوض التابعة لقسم حفظ الصحة لجماعة مرتيل على رش المبيدات على هذه المستنقعات من خلال جولاتها التفقدية التي تقوم بها للبحث عن بؤر توالد البعوض و معالجتها، من خلال اعتماد معايير علمية وجدولة زمنية، في أفق القضاء الشامل على هاته الظاهرة..
و ما زاد في الطين بلة هو تواجد قنوات الصرف الصحي لمجموعة من المنازل الواقعة بمحيط واد مارتيل و بدراعه الميت ، هذه الوضعية التي توفر بيئة ملائمة لتوالد البعوض وتكاثره، مما يمهد الطريق لانتشار الأمراض والأوبئة، الفعل الذي يتطلب تدخل استباقي لخلية محاربة البعوض “الناموس” بجماعة مرتيل ، و القيام بمهامها على الوجه المطلوب في محاربة انتشاره ، من خلال وضع برنامج شامل وعاجل يحدد الأماكن التي تعد بيئة خصبة مناسبة لتكاثر البعوض، على أن يتم التركيز على إبادة اليرقات قبل تحولها إلى حشرات، أي أثناء عملية وضع البيوض ، و هذا لن يتأتى إلا بالتعبئة الشاملة لكل الوسائل الضرورية من موارد بشرية و معدات و آليات قصد الإسراع في محاربة هذه الظاهرة بشكل جدري ، خاصة أن المشكل أصبح يزعج راحة الساكنة و الوافدين عليها خلال العطلة الصيفية …
فهل تتفاعل الجماعة بسرعة و جدية مع ظاهرة انتشار البعوض داخل المدينة، أم ستبقى الحالة على ماهي عيه ؟
