الرئيسية أحداث المجتمع متابعة حقيقة خنزير السمارة…

متابعة حقيقة خنزير السمارة…

كتبه كتب في 6 مارس، 2018 - 3:14 مساءً

 

صوت العدالة / عبد المجيد الخياطي / قلم : ذ العربي الراي / عدسة : رشيد بيسموكن

 

على خلاف ما روجت له بعض صفحات المواقع الاجتماعية المحلية والتهويلات التي نقشت على حيطانها على الويب بخصوص ظهور خنزير بري على مستوى الطريق الوطنية الرابطة بين السمارة وطنطان بمنطقة وادي سلوان، وتحديدا عند الغابة الحضرية التي تزال في طور التأهيل، الموجود ميتا ومرميا على جنبات الطريق بعدما صدمته سيارة خفيفة بعد فجر يوم الإثنين 5 مارس الجاري.
واعتبارا لما للموضوع من أهمية، وسعيا إلى ضبط المعلومات واستقائها من منابعها وإخراجها إلى العلن في قالب رسمي ذي كبير المصداقية، اتصل فريق الجريدة : صوت العدالة – الذائعة الصيت وطنيا – بالمدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد : يوسف زدان، الذي أوضح في تصريحه، من قلب الغابة الحضرية، أن ظاهرة مشاهدة خنزير بري بالمنطقة ترجع إلى ما يقارب الشهر من الزمن، مباشرة بعد فتح شطر من الغابة في وجه الزوار من ساكنة السمارة، وأن الأكياس البلاستيكية المشتملة على فضلات الطعام هي التي ساهمت في اكتشاف أثر هذا النوع من الحيوانات.
وأشار زدان إلى أنه في إطار الارتباط بالقيادة عملت المديرية على مراسلة المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر من أجل الإخبار والحصول على الضوء الأخضر لمباشرة التحريات المستعجلة.
وهو ما تم كذلك مع عامل الإقليم السيد : حميد نعيمي الذي أعطى تعليماته بإجراء بحث في هذا الشأن.
ونظرا لما يكتسيه ظهور الخنزير البري بالمنطقة من خطورة، فقد قامت عناصر المديرية الإقليمية بدوريات بغية تحديد عدد هذه المخلوقات بداية من الغابة الحضرية ووادي سلوان وصولا إلى وادي الساقية الحمراء.
وهو إجراء لتحري أماكن وجود مساكنها، وضبط أوقات تحركاتها.
وما دام أن اللجوء إلى تسميم الخنزير ونصب شراك لاصطياده لا يجدي نفعا، فعملية الإحاشة ( التحياح )، تبقى الحل الوحيد لاستفزازه وإجلائه
والنيل منه.
وبتنسيقنا مع عامل الإقليم _ يضيف الناطق – سطرنا برنامجا لعمليات الإحاشة، اتخذنا فيها تدابير احترازية للحيلولة دون تسجيل أضرار محتملة في صفوف عناصرنا المفتقدة للخبرة في التعاطي مع مثل هذه الظاهرة التي تكاد تكون شبه منعدمة بالمناطق الصحراوية.
وكون شرط الحيطة والحذر يبقى
ضرورة احترازية، فقد عينت قيادة المديرية الإقليمية عدة مواقع استراتيجية بهدف التحكم في كل التدخلات، وضمان السلامة لمناهضي هذا الوحيش الغير المرغوب فيه.
ويضيف المتحدث، أن الخنزير مثار الجدل، يعيش بمفرده و سنه متقدمة. وأن التحريات قائمة على قدم وساق للوصول إلى حقيقة ما إذا كان هذا الحيوان يشكل حالة استثنائية، أم أن هناك كائنات أخرى من بني جلدته تتواجد غير بعيدة عنه.
وتبقى الأكياس البلاستيكية الحاوية لبقايا الطعام البشري ملاذ كل خنزير محتمل تواجده في الغابة والنواحي، و طريقة ناجعة للإيقاع به.
والمديرية الإقليمية من خلال الدوريات التمشيطية، ستتمكن في غضون ثلاث أيام على أبعد تقدير من السيطرة على الوضع، فالعدد لن يتجاوز بالكاد العشرين أو الخمسين رأسا في أقصى الاحتمالات والتي يمكن وصفها بالمستبعدة.
وتعليقا على ما دونته مواقع اجتماعية حول خنزير السمارة، استنكر المسؤول القطاعي التهويل والترهيب الذي رقنته أنامل غير مهنية هدفها ” البوز ” وخلق البلبلة، وإثارة الفتن.
فهذه المواقع وجهت تحذيرا للساكنة بضرورة تحري الحيطة والحذر عند مدخل وادي سلوان. وهي أخبار اعتبرها زدان منافية للصحة.
وما الخنزير الوحيد الذي عثر عليه إلا حالة استثنائية عرفتها المنطقة.
فهذا الكائن الحي- يردف يوسف – ينشط بصفة عامة من غروب الشمس إلى مشرقها. وأن خنزير السمارة شوهد وهو يتحرك بعد منتصف الليل، وهذا راجع إلى تغير ضوء القمر .
ونظرا لكون تعقب المنظومة الإكولوجية والغابوية تدخل في صميم العمل اليومي للمديرية الإقليمية، فإن يوسف زدان وعناصره لا يدخرون جهدا في تجويد خدمات القطاع الذي عرف تطورا ملحوظا يشار إليه بالبنان منذ سنوات قليلة من العقد الأخير.

مشاركة