الرئيسية أحداث المجتمع كورنا تسدل الستار على أخر فصول حياة الفنان أحمد بادوج و عبد الواحد رشيد يسرد جانبا من حياة المرحوم

كورنا تسدل الستار على أخر فصول حياة الفنان أحمد بادوج و عبد الواحد رشيد يسرد جانبا من حياة المرحوم

1c438383 54b8 4c4f a7dd 3dcd99c74a4a
كتبه كتب في 22 أغسطس، 2020 - 8:11 مساءً

رشيد أنوار / صوت العدالة

اسدل الفيروس اللعين الستار على أخر فصول الفنان و المخرج و المسرحي أحمد بادوج ،حيث أسلم الروح لبارئها صباح اليوم السبت 22 غشت الجاري ، بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير ،بعد يومين من دخوله نتيجة وعكة صحية ، قبل أن تكشف التحاليل المخبرية إصابته بفيروس كورونا .


وفاة بادوج أسالت مداد كتابات المعارف و المقربين ، و كشفت جانبا من أحلام الرجل التى إنطلقت من محل ” للبوبيناج ” بمدينة إنزكان لتنطلق شرارة الابداع حتى تحول الى رمز من رموز الابداع الامازيغي .

عبد الواحد رشيد قيدوم الجمعويين و الاعلامين بإنزكان أبرز في تدوينة عن الراحل جانبا من حياته و انطلاقة تجربته الفنية الفريدة حيث كتب :


“أرغمتنا اكثر من مرة على ان نحلم معك ، وتجعلنا رغم انفنا شهودا على تحقيق احلامك ، كل مشاريعك الجميلة بدأت حلما ، تحكي لنا عنه وسط “مسامير “محلك للبوبيناج ، لايهمك ضجيج السيارات ولا صخب الشارع كنت تحكي لنا عن مشاهد مسرحيات لم تكتبها بعد ولاتبالي بالضجيج اليومي لزنقة كسيمة، محل البوبيناج كان ملتقى يومي للجمعويين والفنانين ، في هذا المحل الصغير تعرفت على الحنفي شاعر مجموعة ازنزارن ، ومولاي ابراهيم عميد من اعمدة المجموعة ذاتها ، وفي هذا المحل تعرفت على الصحفي محمد ولكاش ، والمسرحي محمد الفوالي والممثل المبدع الحسين بردواز ، وعلى اعضاءمجموعة ارشاش واكيدار وغيرهم ،
كنا جميعا شهودا على مجرد احلام ، سرعان ماتترجمها فوق الركح .


كنت من الناس الأوائل الذين تحدثت معهم في شأن انجاز اول فلم امازيغي” تامغارت ن ورغ “، الذي كان حلما للمخرج الكبير الحسين بيزكارن ، وقلت لي بأنك تشترك مع بيزكارن في حلمه رغم وجود صعوبات في اقناع المنتجين الامازيغ بالفكرة ، جاء بيزكارن ودعونا كل الممثلين الى منزلي بحي الجرف هناك تحدث بيزكارن عن الحلم وتحمس الجميع واصبح الكل يحلم بانجاز اول فلم امازيغي ، ذهبت انا واياك والحسين بيزكارن وعوينتي وعاطيف الى الدشيرة لاقناع تبعمرانت بلعب احد الادوار لكنها لم تكن متحمسة ،تخلفت انا وواصلت المسيرة مع بيزكارن وعاطيف وعوينتي حتى وجدت شبابا وشيابا على ارض اولاد جرار حولو الحلم الى واقع .
مع الأسف لم يمهلك كورونا اللعين ، حتى تحقق آخر الأحلام ، تبخر حلمك بتحويل مقر جمعية تفاوين بحي الجرف بانزكان ، الى مدرسة لاعداد الممثل وتلقين دروس المسرح للناشئة ، كورونا تبخر حلمك حتى قبل ان يخطفك الموت بالقيام بجولة في الديار الفرنسية لعرض مسرحية بتسوت botossout ، ولم يمهلك الموت لتصوير فلم سينمائيي امازيغي ، اكملت كتابة السيناريو وتنتظر دعم المركز السينمائيي المغربي .
بادوج المناضل :
لم يكن بادوج مجرد فنان يمارس الفن من اجل الفن بل كان فنانا صاحب رسالة ، في عز سنوات الجمر والرصاص سنة 1978 ، كانت السلطات المحلية قد وضعت جمعية الشعلة الثقافية للمسرح والموسيقى بانزكان في اللائحة السوداءوتعتبرها جمعية تجمع بين ثنايها معارضي النظام من الحركة الاتحادية وتنظيمات اليسار الجذري وخاصة تنظيم 23 مارس ، السلطات كانت تضغط على صاحب المحل لطرد الجمعية ووقتها لم انزكان تتوفر على دار للشباب، لكن بادوج لم يكن يريد اعطاء اي ذريعة لصاحب المحل لطرد الشعلة ويؤدي مبلغ الكراء كاملا من ماله الخاص ، ومنح شيكا دون رصيد لصاحب المحل اعتقل على اثر ه لعدة ايام بمركز الشرطة بانزكان ، الشرطة في عز سنوات الرصاص تعاملت مع بادوج كمعارض ينتمي لجمعية الشعلة وتعرض للتعذيب بقيت احد عينيه تحمل اثاره الى ان توفاه الله .


بادوج مدرسة:


انشق احمد بادوج واحمد عوينتي وعبداللطيف عاطيف ولحسن ادبراهيم والدكتور عبدالمجيد الدقاق ومحمد عاريف عن جمعية الشعلة الثقافية للمسرح والموسيقى سنة 1985 ، وأسسوا جمعية تفاوين لاحياء التراث الشعبي الاصيل ، التي تغير اسمها في عدة جموع عامة وتحمل الان اسم محترف تفاوين للمسرح والسينما ،

ومند تأسيس تفاوين استطاع بادوج ان يغني الساحة الفنية على مستويين :


الابداع ، حيث انجز عشرات المسرحيات وافلام الفسيدي والمسرحيات الاذاعية لفائدة اذاعة اكادير الجهوية
على مستوى اكتشاف وتكوين الممثلين : اكثر من 70%من الممثلين الموجودين في الساحة المسرحية والسينمائية الامازيغية بادوج هو من اكتشفهم وساعدهم وصقل مواهبهم من امثال عاطيف ، عوينتي ، باردواز ، العطاش ، الزاهية الزاهيري ، المرحوم ازناك الخ “

مشاركة