بقلم : ع. السباعي – صوت العدالة
لازال شبح الموت يلاحق عمال المناجم وحفر التنقيب على طول الشريط المنجمي الممتد بجبال الجنوب الشرقي، ضحايا لا تكاد تسمع لهم أنينا تحت الأنقاض وهم يدفوون أحياء تحت الركام.
مشهد يتكرر مرارا.. كان آخرها يومه الأربعاء 26 دسمبر الجاري.. حين لقي عامل مصرعه على اثر حادث شغل بمنجم إيميني الواقع بالتحديد بالنفوذ الترابي لجماعة أمرزكان بإقليم ورزازات، فيما تعرض آخران لكسور على مستوى الأطراف وجروح متفاوتة الخطورة أثناء مزاولة عملهم اليومي المتمثل في الحفر والتنقيب.
وحسب المصادر الموثوقة للجريدة بالمنطقة فإن الحادث المأساوي كان ناجما عن انهيار جزئي وقع بالموازاة مع تواجد العمال داخل المنجم “غار التنقيب” .. وكان ذلك حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا، أي ساعات فقط بعد بدء العمال عملية التنقيب.
ووفق ذات المصدر فالضحية المدعو قيد حياته (م.ع) والبالغ من العمر 37 سنة دفن حيا تحت الأنقاض بعدما تفاجأ بأكوام من الحجارة تنهال عليه تباعا في غياب تام لأي منفذ للإغاثة.. مما جعله يلفظ انفاسه ويسلمها لبارئها على الفور، في حين تسبب نفس الحادث في إصابة عاملين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهما على إثرها الى مستشفى سيدي احساين بورزازات لتلقي العلاج.
ونشير في هذا الصدد أن الأمر لم يعد يتعلق بحوادث عرضية.. خاصة وانها تتكرر بشكل مستمر،و تتسبب في ازهاق ارواح وتشريد عائلات بأكملها، في ظل غياب تام لشروط السلامة داخل مناجم تذر على الشركات أموالا طائلة.. ويصفها البعض على أنها لا تعدوا أن تكون بالنسبة للعامل الفقير حفرة من حفر الموت.
