الرئيسية آراء وأقلام سيدي بنور بين التطور والتوسع العمراني و التهميش والفقر الإجتماعي،

سيدي بنور بين التطور والتوسع العمراني و التهميش والفقر الإجتماعي،

IMG 20210815 180510
كتبه كتب في 15 أغسطس، 2021 - 6:09 مساءً

محمد جعفر 

سيدي بنور الفتاة الجميلة التي سنة على سنة تزداد جمالا وطولا وتراقب مفاتها الانثوية يوم بعد يوم، فأصبحت تلك المراهقة الجميلة التي تبحت لها عن موضع وإسم بين فتيات الجهة المحسوب على أكبر ولاية في المملكة، فصارت تعتني بملكاتها ومؤهلاتها البسيطة لتظهر تفاصيل جسدها الجداب وقوامها الرشيق إستعدادا لشباب قادم تحلو فيه الحياة، 

نعم إنها سيدي بنور الإقليم الصغير المشهور بسوقه “ثلاث سيدي بنور” الذي يعد  اكبر سوق أسبوعي في المغرب، اليوم ومع دخولها وتوسعها وتحولها من إقليم إلى عمالة كبرى تغيرت العديد من المفاهيم والأعراف بهذه المدينة الصغيرة، حيت يظهر للعيان وللزائز العابر لمدينة سيدي بنور وحتى من سبق له زيارة المنطقة مند عشر سنوات أن الاحوال والبنيان العمراني في تطور ملحوظ وكبير، فأصبحت البيوت الصغيرة عمارات، وأراضيها الفلاحية تجزئات وإقامات، ومقهاها الوحيدة المقابلة للسينما النجم سابقا، مقاهي عديدة وكبيرة تضاهي ما نجده في مدن البيضاء والرباط وغيرها، في ظرف وجيز إرتفع العقار بعدما زينت الشوارع بأضوائها الزرقاء ونافوراتها الثلاث  وإتساع طرقاتها ، إمتدت الرقعة الحضرية جنوبا شمالا وغربا وشرقا ، كعابر سبيل او شخص غير قاطن بالمدينة سيعجب بما يراه، لما لا وهو الذي مر منها في زمن ليس ببعيد وهي عبارة عن محطة توقف أمام مقهى بشارعها الوحيد الرابط بين الجديدة ومراكش، واليوم يعاين مند وصوله للمدينة أضواء وبنايات وطرق معبدة وبنوك وعمالة كبرى مشيدة على أحسن طراز وفندقها الجديد صاحب الثلاث نجوم، ولو لحد الساعة لم يفكر القائم ن على المدينة بإنشاء مرحبا كلية وجامعة للطلبة، كل هذا لسيدي بنور من الخارج والظاهر. 

كل ما ذكرناه أعلاه جميل وربما تناسينا بعض الأشياء الاكتر جمالا سهوا او لعدم معرفتنا به، لكن الواقع المرير أن ساكنة المدينة والتي يعد اغلب ساكنتها من العالم القروي القريب للمدينة بحكم تصنيف المنطقة على أنها فلاحية محضة تعتمد على زراعة الشمندر وتربية المواشي، هذه الساكنة تعيش بين التهميش والفقر لعدم وجود معامل ومناصب للشغل بالرغم من تفتح المدينة على جميع القطاعات، فإن إستتنينا مصنع السكر والسوق الأسبوعي فالبقية لا تغدو أعمال يومية وأغلبها فلاحية، أو متاجر شخصية في غياب تام للموازنة بين النمو العمراني و التوازن الاقتصادي، فمعظم شباب المنطقة إما بين البطالة أو الهجرة لمدن أخرى بحتا عن لقمة العيش والعمل الكريم خصوصا لمن كرسوا حياتهم خارج المدينة لإكمال دراستهم الجامعية، 

تطور المدن وازدهارها لا يقاس ببناياتها وطرقها وزينتها بحد ما يقاس بما أضحت عليه ساكنتها بداية بالعيش الكريم والاكتفاء الذاتي لشبابها و أسرها، هذا الإكتفاء الذي يبتدأ من تعليم جيد وتطبيب في المستوى وخلق فرص الشغل بإنشاء مصانع ومعامل توازيا مع البنيان والإستغلال للأراضي الفلاحية وتحويلها لحضرية، وبما ان المدينة يعد محيطها واغلب رواضها من المجال القروي فهذه الأخيرة لم تعد تحسن تدبير أحوال العالم القروي للحد من الهجرة وكذلك ترك مصنع السكر الأمر الناهي لأحوال هؤلاء الفلاحين والعصا التي تضرب بها كل من لم يمشي على هوى هذا الكيان الموازي والمتحكم في جيوب الفلاحين، ولما عودة للتطرق بالتفصيل للإستغلال الشنيع للفلاحين من طرف مصنع السكر التابع لإحدى اكبر الشركات في المغرب، 

هذه هي سيدي بنور المراهقة الجميلة التي بالرغم من المعيقات لازالت تنتظر الشاب الذي يأويها ويجعل منها المراة القادرة على إحتظان أبنائها. 

مشاركة