تشهد مدينة مراكش، على غرار باقي المدن الكبرى بالمملكة، دينامية غير مسبوقة في مجال التعمير والتخطيط الحضري، بفضل الرؤية الطموحة لمعالي وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، التي أطلقت سلسلة من الدراسات الاستشرافية أسفرت عن إعداد 41 تصميم تهيئة، في إنجاز غير مسبوق على صعيد الوزارة الوصية.
وفي هذا الإطار، عقد مجلس مقاطعة جليز، يوم الخميس 22 ماي 2025، اجتماعًا للجنة التعمير والبيئة خصص لتدارس وتتبع مشروع تصميم التهيئة القطاعي لمراكش الغربي والمحاميد الجنوبي، الذي يشمل الجزء الغربي من تراب المقاطعة. وقد عرف الاجتماع حضور أعضاء المجلس وممثلي القسم التقني للمقاطعة، إلى جانب الوكالة الحضرية لمراكش، التي مثّلتها المهندسة إلهام الزريكم.
وقد قدمت السيدة الزريكم عرضًا تقنيًا مفصلاً حول مقتضيات التصميم، مستعرضة المشاريع الهيكلية التي يتضمنها، مع تقديم التقرير الإثباتي المرتبط به. كما حرصت على التفاعل مع مختلف ملاحظات وتساؤلات أعضاء المجلس، في أجواء تميزت بالنقاش البناء والانفتاح.
وفي ذات السياق، ثمّن أعضاء مجلس مقاطعة جليز مجهودات السيدة الزريكم، منوهين بانفتاح الوكالة الحضرية وحرصها على إشراك المنتخبين والفاعلين المحليين في هذا الورش الحيوي. كما تم التنويه بالدور الذي قام به السيد عادل الشراط، المهندس البلدي، وفريقه، الذين عملوا على تسهيل عملية الاطلاع على التصميم خلال فترة البحث العلني، وتقديم التوضيحات الضرورية للمواطنين.
وتُعد النسخة الرقمية لتصميم التهيئة، التي أطلقتها الوكالة الحضرية عبر بوابة نظامها المعلوماتي الجغرافي، سابقة نوعية في مجال رقمنة المعلومة التعميرية، إذ تتيح للمواطنين والمهنيين التفاعل مع المشروع بشكل مباشر وسلس.
وقد خلصت اللجنة إلى رفع ملتمسات وملاحظات إلى أنظار المجلس الجماعي لمدينة مراكش، من أجل مناقشتها في الدورات المقبلة، بما يساهم في تجويد مضامين التصميم وضمان ملاءمته مع واقع وانتظارات الساكنة المحلية.
ويُعتبر تصميم التهيئة القطاعي لمراكش الغربي والمحاميد الجنوبي ركيزة أساسية في النهوض بالبنية الحضرية للمدينة، من خلال معالجة إشكاليات التنقل، وتوفير التجهيزات العمومية، وجذب الاستثمارات، مع ضمان عدالة مجالية وتنمية متوازنة. ورغم التحديات المرتبطة بتعقيد النسيج العقاري وتعدد المتدخلين، فإن الرؤية المتكاملة والتنسيق بين جميع الفاعلين، وفي مقدمتهم مجلس مقاطعة جليز، يضع هذا المشروع على سكة الإنجاز الفعلي.
ويظل رهان تنزيل وثائق التعمير رافعة أساسية لتحسين مناخ الاستثمار، وتوضيح الرؤية للمستثمرين، واستشراف مستقبل حضري مستدام لمدينة مراكش.



