تعيش عدد من أحياء مدينة سطات، في الآونة الأخيرة، على وقع انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب، مما خلق ردود فعل من طرف الساكنة، خاصة مع تزامن هذه الانقطاعات مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
الوضع دفع العديد من المواطنين إلى التعبير عن قلقهم من استمرار هذه الأزمة، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية، وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى عامل إقليم سطات، السيد محمد علي حبوها، لمساءلة المدير الإقليمي الشركة الجهوية متعددة الخدمات، المسؤولة عن توزيع الماء، حول أسباب هذه الانقطاعات، والبحث عن حلول مستعجلة لتأمين تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية بشكل منتظم.
وتتطرح تساؤلات كبيرة حول مدى استعداد الشركة الجهوية لمواجهة الضغط الذي تعرفه المدينة صيفا، ومدى توفرها على خطط استباقية تراعي النمو الديمغرافي وتغيرات المناخ.
ويعد ضمان الحق في الماء من أولويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يستدعي تنسيقا محكما بين مختلف المتدخلين لوضع حد لهذا الإشكال، وتفادي تكراره مستقبلا.
وفي سياق متصل، فقد طرحت الساكنة كذلك مشكل عدم الاسراع بتعبيد الطرقات والحفر، خصوصا بحي الفرح وبعض الشوارع الرئيسية، كما تجدر الاشارة أن أزمة الماء أيضا طرحت خلال الدورة العادية للغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء–سطات، المنعقدة أمس الخميس بمدينة الجديدة، حيث عبر عدد من الأعضاء المنتمين لسطات عن قلقهم الكبير بشأن حفر الآبار الخاصة بسقي الخضروات، وهو ما يهدد النشاط الفلاحي في مناطق شاسعة من الجهة، كما طالبوا بتسريع وتيرة إنجاز مشاريع تحلية المياه، كحل استراتيجي لتأمين الحاجيات المائية للفلاحة والسكان على حد سواء.
وتبقى هذه النداءات بمثابة ناقوس خطر يدعو إلى التحرك السريع والتنسيق بين السلطات المحلية والجهات الوصية لضمان حق المواطنين في الماء، والحفاظ على الأمن الفلاحي والبيئي في ظل التغيرات المناخية التي تضرب المنطقة.