لقلم:خولاني عبد القادر
شهدت مدينة الفنيدق التابعة لعمالة المضيق الفنيدق يومه السبت 12 فبراير الجاري، الانطلاق الفعلي لنشاط المنطقة الاقتصادية الحرة الجديدة للفنيدق ، بحضور السلطات الإقليمية والجهوية و مختلف الشركاء ، وذلك بتوزيع المراكز التجارية المكتملة الإنجاز على المستفيدين من التجار و عددهم حوالي 53 تاجرا، الذین تم انتقاؤهم بعد دراسة لطلباتهم ، و قد تم استحضار في هذه العملية الاجتماعية التوجيهات الملكية الرامية إلى تطوير النسيج الاقتصادي للمنطقة، بعد إغلاق باب سبتة المحتلة مما أدى إلى الركود الاقتصادي قاتل شهدته المنطقة برمتها …
هذا المشروع التجاري الذي سیعطي دفعة و دينامية كبیرة لاقتصاد المنطقة، و تنتظر من هذه التجربة بأن أن تساھم في إحداث ما یناھز 1000 منصب شغل قار ومباشر، فضلا عن تحسین جاذبية السياحة الداخلية ، العملية التي تمت بشكل متناسق ومتوازن للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات الساكنة ، اعتبارا لأهمية المقاربة التشاركية كأداة ووسيلة فعالة في دعم وإنجاح المسلسل التنموي المحلي في إطار تفاعل مجهودات مختلف المتدخلين في هذا الورش الكبير ، خصوصا في ما يتعلق بمحاربة الإقصاء الاجتماعي ومحاربة الهشاشة والتهميش، و ذلك عبر دعم الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، وتحسين ظروف عيش الساكنة.
و قد سخرت لهذا الغرض كل الطاقات و الموارد و الوسائل المادية و الوجيستيكية من أجل تسريع و إنجاح و إنجاز هذا المشروع الضخم ، الذي يبلغ مساحة الشطر الأول منه 10 هكتارات تضم 76 مستودعا مزودا بجميع الوسائل و التجھیزات الأساسية للاشتغال، و الذي أعطيت انطلاقته في يونيو المنصرم ، و جاء ثمرة لشراكة تم إبرامها في فبراير 2020، كانت تضم كل من / وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد والمالية، وزارة الصناعة والتجارة، ولایة الجھة، مجلس الجھة، والمركز الجھوي للاستثمار، وكالة إنعاش وتنمية أقالهم الشمال، وكالة طنجة المتوسط، فضلا عن إدارة الجمارك والضرائب غیر المباشر ، وقد تم بالمناسبة تنظم لقاء تواصلي لتحسيس المستفيدين بالآفاق و الأهداف المتوخاة من هذه التجربة الفريدة من نوعھا .
ویندرج ھذا المشروع التجاري الاقتصادي الاجتماعي في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم تطوان وعمالة المضيق الفنیدق ، الذي تم إنجازه بغلاف مالي تفوق قيمته المالية 200 ملیون درهم ، ويقع على بعد حوالي كیلومترات قليلة من مدخل میناء طنجة المتوسط ، كما يتوفر المشروع على بنية تحتية جيدة و تجھیزات حدیثة تحترم المعاییر الدولية المعمول بها .
إلا أنه رغم كل المجهودات المبذولة ، هناك أصوات كانت تتجه إلى انتقاد طرق انتقاء المستفيدين مدعية وجود بعض الانحرافات و المحاباة و اختلالات في عملية الانتقاء ، في حين ترى أصوات أخرى أن المبادرة حققت أهدافها ، من خلال استحضار التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير النسيج الاقتصادي و الاجتماعي بالمنطقة الحدودية ، و المتابعة الميدانية للسيد والي جهة طنجة تطوان و السبد عامل عمالة المضيق الفنيدق بشكل ذائم و متناسق ومتوازن للارتقاء بهذه المبادرة الاقتصادية إلى مستوى تطلعات الساكنة، حيث تم قطع مراحل مهمة فيما يخص الإنجاز و التوزيع بشكل عقلاني و على أرض الواقع ترسيخا للمبادئ تكافؤ الفرص والقيم الأساسية التي قامت عليها هذه المبادرة الاقتصادية الهامة …
