الرئيسية أحداث المجتمع انتشار ممتهني الرقية الشرعية بإقليم الخميسات،

انتشار ممتهني الرقية الشرعية بإقليم الخميسات،

رقية 0
كتبه كتب في 3 سبتمبر، 2019 - 4:46 مساءً

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

انتشر ممتهنو الرقية الشرعية بإقليم الخميسات بشكل كبير،حيث أصبحت الشغل لمن لا شغل له ووسيلة سهلة لكسب المال والاغتناء،حيث يستغل ما يسمون أنفسهم ب (الرقاة) المخزون الديني للمغاربة، من أجل ربح مكاسب مادية صِرفة بالدرجة الأولى، بل إن الظاهرة صارت تستعمل في أغراض ممارسة الجنس على الزبونات في كثير من الأحيان،أمام صمت المجتمع الذي بات يقبل بالظاهرة ،بل ويروج لها بشكل خطير.

ويعرف الفقهاء الرقية الشرعية بأنها قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع حيث يوجد الألم في الجسم، أو على المريض الذي تتم رقيته، وهي من الأساليب العلاجية المنتشرة بشكل كبير في العالم العربي والإسلامي، حيث وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تدل على ثبوت الرقية في الإسلام.

وهناك من الفقهاء وحفاظ كتاب الله من يفعل ذلك لوجه الله ،ودون مقابل مادي،ويلتزمون بما تتطلبه عملية الرقية من طهارة وتلاوة سور من كتاب الله دون تقديم وصفات علاجية في الغالب تؤثر على المرتقي. وهناك حالات تسمم عديدة على المستوى الوطني،كان من ورائها رقاة ،ووصفاتهم ( العلاجية).

وحسب مصادرنا بالاقليم،هناك العديد من الذين اتخذو الرقية الشرعية مهنة يجنون من ورائها أموالا كثيرة،مستغلين سجاذة بعض الناس،وضعف ايمانهم،وخوفهم من المجهول،ويتخذون الأحياء الشعبية منطلقا وهدفا لأنشطتهم هاته.

والأكيد ،أن هناك ضحايا كثر لهذه الأعمال،لكن الخوف من الانتقام و الفضيحة يقف وراء هذا الصمت،ويعطي الفرصة لما يسمى بالرقاة الانتشار والبحث عن المزيد من الضحايا،وهو ما يعرف في علم الاجتماع ب ” بالصمت المبرمج”،حيث تجد الضحية نفسها مرغمة على الصمت،بل متورطة في عمل اكتشفت أنها كانت ضحية له،وليس لها قوة للخروج منه أو التخلص من آثاره.

والظاهرة حسب باحثون مغاربة تتحكم فيها العديد من العوامل المتداخلة، من بينها السلطات العمومية التي تتساهل مع هذه الممارسات، على اعتبار أن الأمر يتعلق بنوع من الرقية والخرافة واستغلال لسذاجة الناس، فضلا عن محاولة اللعب على وتر حاجة المواطنين لنوع من الطمأنينة والعلاج النفسي”.

ويؤكد سعيد الكحل، الباحث في قضايا الإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة والإرهابية أن “العامل الأساس الذي يسهم في تفشي الظاهرة يكمن في انتشار الإسلام السياسي، الذي تنتشر معه ظواهر الخرافة والترقي واستعمال الدين في بعض أنواع العلاجات والطب النبوي”. مضيفا ” انتشار هذه الظواهر يتم بالموازاة مع وجود تفكير مفاده فقدان الثقة في العلم والطب الحديث، حيث يركن إلى الخرافة، والدليل على ذلك أنني رأيت بعض الرقاة، مثلما يسمون أنفسهم، يضعون أرقام هواتفهم الشخصية في الحدائق العمومية ويكتبونها في جدران المنازل”.

وسبق لرواد مواقع التواصل الاجتماعي،أن رفعوا شعارا تدعو فيه المواطنين بعدم الثقة في بعض الرقاة ” لا ترسل زوجتك للرقاة “،خصوصا بعد الفضائح الخطيرة التي كان أبطالها رقاة ياما روجت لهم العديد من القنوات والمواقع. معتمدين في ذلك على تسجيلات فيديو وثقت لعمليات اغتصاب واعتداء باسم الرقية الشرعية.

وتعول ساكنة اقليم الخميسات،على يقضة الأمن الوطني والسلطة المحلية،لقطع الطريق على هذه المجموعة التي تلهث وراء المال باسم الرقية الشرعية ،وتستغل سذاجة بعض الناس،لتسقطهم في فخ الجن والعفاريت والمجهول،وهو أسلوب أكيد ينجح،أمام جهل الناس بالدين وضعف ايمانهم وحاجتهم للراحة النفسية وتخليصهم من الضغط.

مشاركة