تحقيق 1 : محمد البشيري
صوت العدالة
القضاء بشكل نهائي على البؤر العشوائية بالمنصورية، وكذا على أسباب تنامي الأحياء الهامشية، كان ولا يزال حلما وكابوسا يراود و يؤرق من هم في سدة القرار بالمدينة المنسية.. مما دفعهم خلال السنوات الأخيرة الى سن قوانين رادعة وأخرى زجرية لمنع اي حالة تسيب محتملة، في ظل واقع يدركون فيه عمق الاشكال المطروح في علاقته بكل ما هو سوسيو اجتماعي اقتصادي على حد سواء، أذ ان اتساع هذه البؤر سيشكل امتدادا لتفاقم المعضلة، بقدر ما سيجعل تطويقها أمرا مستحيلا كليا.
المنصورية .. تلك المدينة الفاضلة التي وعد مسؤولون بتحويلها الى ورش تنموي سيشهد عليه التاريخ.. لكن الواقع سرعان ما كذب كل وعودهم البراقة، وجعل آمال الساكنة واحلامهم في خبر كان، فكل شيء ينذر في الافق أن هذه المدينة لن تجد سبيلها الى انفراج حقيقي مالم تتدخل أطراف عليا مسؤولة تتجلى في شخص ملك البلاد للوقوف على مجمل الاختلالات، بدء بالبناء العشوائي وتنامي ظاهرة الكاريان ومرورا بإحتلال الملك العمومي وتفويته وتشويه واجهة المدينة.
جريدة “صوت العدالة ” ،زارت المدينة التي تكحلت بالسواد، فبدت شاحبة وكأنها لم تعمر من قبل.. على الواجهة البحرية للمدينة المفترضة معمار يضرب يمزج بين هوامش دور الصفيح البائسة المبنية على انقاض التي سبقتها، لتكرس ثقافة اعادة نفس النمط العمراني “الكاريان” في ضرب صارخ لكل الجهود المبذولة من قبل الدولة لخلق مدن بدون صفيح قادرة على اعطاء نموذج تنموي بامتياز..
مدينة المنصورية ..ضيعت فرصة التميز.
تساءلت الجريدة عن الاشكال العميق التي تعيشه المدينة الفاضلة المنصورية.. وعن مكامن الخلل في الهيكلة العمرانية للمدينة، حيث عبرت بعض هيئات المجتمع المدني عن استيائها للوضع المنحط الذي باتت تعيشه المدينة، في ظل غياب تام لاي تدخل ناجع من قبل السلطة لردع المتورطين الحقيقيين ومحاسبتهم، حيث اشارت نفس المصادر أن مسؤولين بالمدينة بتعدد مواقعهم لهم يد في ما بلغته الاوضاع من تردي، مؤكدين للجريدة انه يتم تسليم رخص للبناء، واعادة البناء دون مراعاة لأدنى المساطر و الشروط التي حددتها الدولة.

هل الباشا على علم بما يقع؟!!! اش نقول ليك.. الباشا عارف كثر مني أمنك !!! اجابة صادمة تلخص انعدام الثقة بين الساكنة والمسؤولين والقيمين على الشأن العام بالمدينة، بل ويعزي بعضهم حالة مدينة المنصورية الى الفكر الوصولي الانتهازي للعديد من المسؤولين المعدودين على رؤوس الاصابع، والذين يستفيدون من قريب أو بعيد من حالة الفوضى العارمة التي تعيشها الرقعة المنسية.
اذ يتم خلق تحالفات وهمية بين رجال السلطة والسماسرة لتكسير قوانين،ووضع بدائل لها تخدم مصالح اطراف معينة.. بل وتساعد على خلق تناقض مادي سكيزوفريني تبدو معالمه وتتضح من خلال القصور المشيدة و الزاحفة على الواجهة البحرية دون احترام لاي معايير قانونية.. وهنا تتساءل أطراف المجتمع المدني عن اليد الخفية وراء خلق هذا اللوبي العقاري..
السلطة هي لي دارت هادشي!!! تصريحات متطابقة لعدة مصادر للجريدة كان كافيا ليشير باصابع الاتهام الى قيادات بالمدينة، حيث وجه اليها بشكل مباشر تهم التورط و التساهل مع مخالفي القانون ومن لهم طويل اليد في التحكم في دواليب العقار وتحريك دواليب البناء العشوائي بالمدينة.. بل وضرب كل القوانين عرض الحائط..فهل للمسؤولين بالمدينة نصيب في تحويل هذا الصرح العمراني الموعود الى كاريان ممتد مد البصر ..
تحقيقنا يستمر .. وخلاله سنكشف المستور بكل جرأة، عن المسؤول الحقيقي وراء هذه الفوضى المنظمة التي حولت المدينة الفاضلة للمنصورية (مدينة على ورق ) و الى وهم وسراب لن يتحقق.. اللهم اذا اعتبرنا دور الصفيح ومشروع الكارياااان الكبير نموذجا تنمويا في نظر المسؤولين.. وسنكشف للرأي العام الحقيقة الخفية على لسان من هم في الظل..
صوت العدالة لها عودة للموضوع، بشهادات وحقائق صادمة تجمع بين التحدي والاكراه.. في تحقيق صادم.
الخفايا و الاسرار …. يتبع ..؟

