صوت العدالة – متابعة
بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورة الأولى لبرنامج قضيتي في موسمه الثاني التي نظمت بمدينة الدار البيضاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت فتيات الانبعاث الدورة الثانية لهذه التظاهرة الوطنية المتميزة بالقاعة الكبرى لدار الشباب بمدينة سيدي قاسم يوم السبت 16 مارس 2019، وشملت هذه الدورة بالإضافة لمسابقة في الترافع حول قضايا الفتيات بين ممثلات أقاليم جهتي الرباط – سلا – القنيطرة وطنجة – تطوان – الحسيمة، دورة تكوينية لفائدة المشاركات في المسابقة في تقنيات الترافع أطرتها الأخت حياة عبي عضوة المكتب التنفيذي للمنظمة خلال الفترة الصباحية.
وحضر هذا النشاط عدد مهم من الأخوات والإخوة المناضلات والمناضلين في صفوف الحزب وتنظيماته بالمدينة وبباقي المدن الممثلة في المسابقة، يتقدمهم الأخ محمد الحافظ النائب البرلماني ورئيس المجلس البلدي لسيدي قاسم، بالإضافة لعدد من القياديات والقياديين في منظمة الشبيبة الاستقلالية والتنظيمات العاملة تحت لوائها وفي الروابط المهنية ومفتشي الحزب بسيدي قاسم وسيدي سليمان وكذا عدد مهم من مناضلات ومناضلي الجامعة الحرة للتعليم وأباء وأمهات المشاركات الذين حضروا من أجل تقديم الدعم اللازم لهن.

وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية تقدم بها الأخ عبد اللطيف الحياني كاتب فرع الحزب بسيدي قاسم وعضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، حيث رحب بكل القيادات الوطنية التي حضرت للمدينة لمتابعة الدورة الثانية من قضيتي، كما هنأ رئيسة المنظمة ومعها كل عضوات المكتب التنفيذي على النجاح الكبير لمختلف الأنشطة التي نظمتها مؤخرا والتي تؤكد أن المنظمة تسير على النهج السليم من أجل تحقيق مكتسبات جديدة للفتاة المغربية ومن أجل إخراج قضايا الفتاة من الكواليس إلى الواقع ومناقشتها بشكل جماعي.
واعتبر الأخ عبد اللطيف على أن فرع الحزب استثمر هذه المناسبة من أجل تكريم ثلة من المناضلات والمناضلين بالمدينة والذين أعطوا الكثير للحزب محليا، في تكريس لثقافة الاعتراف التي ما فتئ يعمل حزب الاستقلال وطنيا ومحليا، وأكد على أن استثمار منصة قضيتي لتكريم ثلة من الاستقلاليات والاستقلاليين يشكل حدث فريد من نوعه لجميع المناضلين بالمدينة.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأخ محمد الحافظ الذي هنأ المنظمة على ديناميتها وحركيتها منذ المؤتمر الوطني الأخير، كما أشاد بفكرة البرنامج التي تعتمد في جوهرها على التكوين والتأطير من أجل مواجهة تحديات المستقبل فيما يتعلق بقضايا الفتيات بكثير من الإصرار والعزيمة، وعبر عن امتنانه لقيادة المنظمة على اختيارها لمدينة سيدي قاسم من أجل استضافة الدورة الثانية من برنامج قضيتي.
واعتبر الأخ النائب البرلماني أن شهر مارس يمثل لحظة مهمة بالنسبة لعموم النساء بالعالم وببلادنا من أجل لفت الانتباه إلى مختلف العراقيل التي ما زالت تحول دون حصولهن على كل الحقوق، وأكد أن منظمة فتيات الانبعاث باختيارها لهذا الشهر من أجل زيارة عدد من جهات المملكة بهذا البرنامج الرائع يمثل في حد ذاته نجاح للمنظمة وللحزب، لأنه سيمكن العديد من الشابات والنساء من حضور دورات البرنامج وبالتالي التعرف على الأهمية الكبرى والإستراتيجية التي يوليها الحزب من خلال فتيات الانبعاث لهذه الفئة من المواطنين.
وأكد الأخ الحافظ أن قضايا النساء والفتيات كانت ولا زالت حاضرة في برنامج اشتغاله داخل وخارج البرلمان، وأنه مستعد تمام الاستعداد من أجل التعاون مع فتيات الانبعاث لإيصال صوتهن لقبة البرلمان فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للشابة المغربية وخصوصا قضية تعليم الفتاة القروية ومختلف مظاهر العنف التي تتعرض لها في الفضاءات العامة وكذا بعيدا عنها داخل البيوت حيث تعاني في صمت من كل أشكال العنف.
كما تناول الكلمة خلال هذه المناسبة الأخ محمد محبوب مفتش الحزب بالإقليم والذي أشاد بدوره بالعمل القاعدي والتكويني والتأطيري الذي تقوم به منظمة فتيات الانبعاث والتي ستمكن الحزب مستقبلا من استقطاب العديد من الشابات لمواصلة النضال من داخل الحزب الاستقلال بهدف إخراج جيل جديد من المكتسبات لصالح الفتاة المغربية التي ما زالت تعاني من العديد من المشاكل وخصوصا بالعالم القروي وبهوامش المدن.
وأكد الأخ المفتش على أن فتيات الانبعاث تعتبر تجربة استقلالية فريدة على المستوى الوطني والدولي، وأكد أن المنظمة بقيادة الأخت إنصاف الشراط تواصل عملها في إطار هذا الاستثناء من خلال هذا البرنامج الفريد من نوعه والذي بدأ يصل صداه لكل المناطق، لأنه هادف في محتواه ويسعى إلى خدمة الصالح العام.
وفي كلمة لها بالمناسبة هنأت رئيسة منظمة فتيات الانبعاث جميع الفتيات والنساء بمناسبة عيدهن العالمي وأكدت الأخت إنصاف الشراط على أن اختيار مدينة سيدي قاسم لم يكن بالصدفة وإنما لأن المدينة تشكل قلعة استقلالية للنضال الحقيقي الجاد والتي أعطت الكثير من الأطر للحزب وللوطن، كما أن هذا الاختيار أملته عوامل أخرى من بينها الوضعية الصعبة التي ما زالت تعاني منها الفتيات بالمدينة وبضواحيها، حيث تعيش عزلة تامة بعيدا عن كل القنوات التي من الممكن أن تخرجها من هذه العزلة لواقع أكثر ديمقراطية.
وذكرت الأخت الرئيسة بأهداف البرنامج وبمميزاته الأساسية، حيث أكدت على أن البرنامج رغم كونه في ظاهره مسابقة في الترافع وأن هناك فائزة واحدة في نهاية المطاف، فإن الهدف الحقيقي يكمن في اعتبار كل المشاركات فائزات وأن المسابقة هي فقط فرصة للتكوين والاحتكاك من أجل التمكن من تقنيات الترافع بشكل جيد، بغية تشكيل فريق قوي عدديا وفكريا ومعرفيا في نهاية المطاف مهمته هو الترافع عن كل القضايا العادلة للفتاة المغربية.
وشكرت رئيسة المنظمة كل من ساهم ويساهم منذ البداية في دعم برنامج قضيتي، لأنه يعتبر حسب ذكرها مدرسة متنقلة للتكوين ولتحسيس الفتاة بأهمية الترافع حول حقوقها، وفكرة مستمرة في الزمان والمكان جوهرها الانتصار لقضايا الفتاة المغربية بكل المناطق، لأن الديمقراطية تقتضي القطع مع الهدر المدرسي وسط الفتيات والفقر والتهميش والزواج المبكر واستغلال الفتيات في الحقول والضيعات الفلاحية والأعمال الشاقة وخادمات في البيوت وغيرها من القضايا التي تحتاج اليوم إلى جيل من فتيات اليوم للدفاع عنها.
وفي الأخير تناولت الكلمة الأخت غزلان رزقي عضوة المكتب التنفيذي للمنظمة ومنسقة الدورة، حيث استثمرت المناسبة من أجل إرسال تحية تضامنية لكل الأستاذات المتعاقدات اللواتي يعانين من ويلات هذا النظام الغير عادل، وأكدت على أن المستقبل سيكون للفتيات لذلك دعت جميع الشابات إلى التسلح بالعلم والمعرفة من أجل الوصول لقمة الهرم وبالتالي الوصول لمناصب القرار.
ودعت الأخت غزلان الجمهور إلى تشجيع المشاركات، لأن أغلبهن لم يسبق لهن الصعود على المنصة للحديث أمام الجمهور بالإضافة للجنة التحكيم، حيث أشارت إلى أن هنا تكمن فلسفة قضيتي، حيث أنه يعطي الفرصة لجميع الفتيات بدون تمييز لاكتساب التجربة في مواجهة المجتمع لرفع الحيف الممارس على الفتيات ببعض المناطق ببلادنا.
وبعد تقديم أعضاء لجنة تحكيم الدورة والتي ضمت كل من الشاعرة والفاعلة الجمعوية مليكة بنضهر والفاعلة السياسية أسماء بلفقيه والفاعل السياسي عشاق رمضان والمحامي أحمد العبدالي، أعطيت انطلاقة المسابقة في جو حماسي منقطع النظير، حيث كانت المنافسة قوية خلال الدور الأول لتتمكن في النهاية الأخوات؛ هبة برحال ممثلة مدينة الرباط وحفصة بنتاغي ممثلة مدينة سيدي سليمان وفاطمة الزهراء بوقو ممثلة مدينة مارتيل وإلهام برهوم ممثلة مدينة سيدي قاسم من التأهل للدور الثاني.
وقد ترافعن خلال هذا الدور حول الفتاة القروية، على اعتبار أن هذه الفئة تعيش ببلادنا وبمدينة سيدي قاسم وضعية صعبة، لذلك برمجت اللجنة المنظمة هذا الموضوع، وفي الدور الثاني ترافعت الشابات الأربع في مواضيع مختلفة حسب القرعة (تشغيل القاصرات وزواج القاصرات والأمية في أوساط الفتيات والمشاركة السياسية للفتيات)، حيث كانت المنافسة أشد من الدور الأول، وبعد تصويت الجمهور الحاضر، أعلن عن الفائزة بالدورة والتي ستمثل الجهتين في المسابقة النهائية التي ستستضيفها مدينة الرباط خلال شهر ماي المقبل ويتعلق الأمر بحفصة بنتاغي ممثلة مدينة سيدي سليمان.
وفي ختام هذه الدورة تم توزيع ميداليات قضيتي والشواهد على الفائزات بالمسابقة، كما تم توزيع شواهد التقدير للأختين والأخوين أعضاء لجنة التحكيم وشواهد المشاركة على كل الفتيات اللواتي شاركن في المسابقة.

