صوت العدالة- اسريفي عبد السلام
أثارت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية، وفي مقدمتها “الشروق”، نقاشاً واسعاً حول مستوى التحكيم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقامة حالياً بالمغرب، حيث ركزت تغطياتها على عدد من القرارات التحكيمية التي اعتبرتها محل جدل خلال مباريات المنتخب المغربي.
واستند الموقع المذكور إلى تصريحات مدرب منتخب مالي عقب المباراة التي جمعته بالمنتخب المغربي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي، مشيراً إلى ما اعتبره تغاضي الحكم عن احتساب ضربة جزاء لفائدة المنتخب المالي. كما تم التطرق إلى حالات تحكيمية مشابهة خلال مباراة جزر القمر، دون التوسع في تحليل قرارات أخرى شهدتها مباريات مختلفة في البطولة، بما في ذلك لقاءات منتخبات أخرى (الجزائر-السودان).
ويرى متابعون أن هذا النوع من التغطية يركز على حالات بعينها، دون مقاربة شمولية لمستوى التحكيم في مجمل مباريات البطولة، الأمر الذي قد يُفهم على أنه تشكيك في نزاهة الطاقم التحكيمي أو في حياده تجاه البلد المنظم.
ويؤكد مختصون في التحكيم أن الحكام يخضعون لقوانين وضوابط صارمة يفرضها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأن القرارات التحكيمية تظل خاضعة للتقدير البشري، مع إمكانية الخطأ أو الصواب، كما هو الحال في جميع البطولات القارية والدولية.
والسبب هو محاولة التشكيك في قدرات التحكيم الافريقي، والضغط عليه، ومحاولة إظهار نجاحات المغرب بأنها مبنية على قرارات تحكيمية منحازة،وليس بفضل مجهودات دولة استطاعت دون غاز أو بترول أن تتحول الى قبلة لزوار العالم، ومحطة اهتمام كل كبار المستثمرين في كل القطاعات،وما نجاح الكرة الا ترجمة لمجهود مشترك من الملك إلى الشعب.
وفي هذا السياق، تواصل اللجنة المنظمة لكأس إفريقيا للأمم بالمغرب تأكيد التزامها بتوفير جميع الشروط التنظيمية واللوجستية اللازمة لضمان نجاح هذه النسخة، في احترام تام للمعايير المعتمدة من طرف “الكاف”، بما في ذلك ما يتعلق بالتحكيم وتقنية الفيديو المساعد.
وتسعى المملكة المغربية، باعتبارها البلد المستضيف، إلى إنجاح هذه التظاهرة القارية، من خلال تنظيم محكم ومقاربة قائمة على الشفافية والحياد، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات المشاركة، ويعزز صورة كرة القدم الإفريقية على الصعيد الدولي
