الرئيسية أحداث المجتمع الكوكايين المغشوش… سمٌّ مضاعف يهدد الأرواح: تحذير صحي عاجل للمستهلكين

الكوكايين المغشوش… سمٌّ مضاعف يهدد الأرواح: تحذير صحي عاجل للمستهلكين

IMG 20251220 WA0006
كتبه كتب في 20 ديسمبر، 2025 - 7:45 صباحًا

أبو إياد / مكتب مراكش

لم يعد خافياً على أحد أن المخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين، باتت حاضرة بشكل مقلق في عدد من الفضاءات الليلية وأماكن الترفيه. غير أن الخطر الحقيقي لم يعد مرتبطاً فقط بانتشار هذا “السم الأبيض”، بل بما هو أخطر: الغش القاتل الذي يحوّله إلى خليط مجهول العواقب.
فقد كشفت معطيات صحفية حديثة، استناداً إلى اعترافات موقوفين في قضايا ترويج المخدرات، أن كميات من الكوكايين المتداولة يتم خلطها بمواد شديدة الخطورة، من بينها الجبس، والدقيق، ومواد تنظيف كيميائية، إضافة إلى أدوية لا علاقة لها بالاستهلاك غير الطبي. خليط يُقدَّم للمستهلك على أنه “مادة أصلية”، بينما هو في الواقع قنبلة صحية موقوتة.
ورغم المجهودات اليومية التي تبذلها مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي عبر حملات مكثفة، وتوقيف مروجين، وحجز كميات مهمة من المخدرات، فإن واقع الغش يضيف بعداً جديداً للكارثة، إذ لم يعد المستهلك يواجه خطر الإدمان فقط، بل خطر التسمم الفوري، وتلف الجهاز العصبي، ومضاعفات صحية قد تكون قاتلة.
الخطير في الأمر أن أغلب المستهلكين يفتقدون لأي معرفة علمية أو صحية بطبيعة هذه المادة، ولا بتركيبتها أو تأثيراتها، ما يجعلهم عرضة للاستغلال من طرف شبكات لا يهمها سوى الربح، ولو على حساب الأرواح. إن استنشاق مواد صناعية أو كيميائية، ولو بكميات ضئيلة، قد يُخلّف أضراراً جسيمة على الدماغ والجهاز التنفسي والقلب، مع آثار تراكمية تظهر مع مرور الوقت.
هذه المعطيات تفرض دق ناقوس الخطر، ليس من باب التهويل، بل من باب الوقاية. فالمسألة لم تعد “مخدّراً” بقدر ما أصبحت خليطاً ساماً مجهول المصدر والتركيبة. والتحذير هنا موجّه بالأساس إلى المستهلكين: ما يُسوَّق على أنه متعة عابرة قد يكون طريقاً سريعاً نحو الإعاقة أو الموت.
وفي هذا السياق، تبرز ضرورة انخراط الجمعيات المختصة في إعداد حملات تحسيسية وتوعوية منتظمة، تستهدف الوقاية والحد من استهلاك هذه المادة الخطيرة، وتفتح أبواب المواكبة والدعم النفسي والاجتماعي. وتُعد جمعية “باركا إدمان” نموذجاً في هذا المجال، من خلال الحملات الميدانية التي تقوم بها بحيي الملاح والسملالية بمدينة مراكش، تحت إشراف رئيستها حنان المولاحي، حيث تعتمد الجمعية خطاباً مباشراً ومسؤولاً، يقرّب المعلومة الصحية من المواطن، ويُحذّر من مخاطر الاستهلاك، ويشجّع على التراجع وطلب المساعدة.
إن حماية الصحة العامة مسؤولية جماعية، تبدأ بالتوعية الصريحة، وتتعزّز بدعم جهود السلطات، ولا تكتمل إلا بترسيخ قناعة أساسية: الابتعاد عن هذه المواد هو الخيار الوحيد الآمن. فالكوكايين المغشوش ليس فقط جريمة في حق القانون، بل جريمة صامتة في حق الجسد والحياة.

مشاركة