صوت العدالة – الرباط
شهدت كلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الحسن الأول بسطات تنظيم المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي وعالم القانون في نسخته الأولى لسنة 2025، والمنعقد تحت شعار “الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهن القانونية والقضائية”. وقد عرف المؤتمر حضور باحثين، خبراء، وقانونيين من داخل المغرب وخارجه، لمناقشة أثر التحولات الرقمية المتسارعة على منظومة العدالة والمهن المرتبطة بها.
وفي هذا الإطار، شارك الأستاذ أنور الجاحظ، الكاتب العام للمجلس الجهوي للعدول وعضو الجمعية المغربية للعدول، بمداخلة علمية موسومة بعنوان:
“التحول الرقمي ومتطلبات تأهيل المهن القضائية – مهنة التوثيق العدلي نموذجا”، حيث سلّط الضوء على راهنية الرقمنة داخل القطاع العدلي، وما تتيحه من فرص لتطوير الخدمات التوثيقية، وتسهيل الولوج إلى العدالة، وتحسين فعالية مساطر التعاقد والتوثيق.
وتناول الجاحظ في مداخلته مجموعة من الإشكالات المرتبطة بسيرورة الانتقال الرقمي، أبرزها ضرورة تأهيل الفاعلين القانونيين والقضائيين لمواكبة التطور التكنولوجي، وإعادة صياغة الأطر التشريعية التي تحكم مهنة التوثيق العدلي بما ينسجم مع المستجدات الرقمية، إلى جانب تعزيز آليات الأمن السيبراني وحماية المعطيات الشخصية.
وأكد المتدخل على أهمية اعتبار الذكاء الاصطناعي شريكا مكمّلا لا بديلا، لما يوفره من إمكانات في تحليل الوثائق وتسهيل الإجراءات وحفظ الأرشيف وتطوير المنصات الرقمية الخاصة بالتوثيق العدلي، داعيا إلى تبني رؤية إصلاحية شاملة ترتكز على التكوين المستمر، والتحول المؤسساتي، والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة.
وقد شكلت مشاركة الأستاذ أنور الجاحظ قيمة مضافة لأشغال المؤتمر، بالنظر إلى تجربته المهنية والعملية في مجال التوثيق العدلي، مما أسهم في إثراء النقاش حول مستقبل المهن القانونية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.
