أبو إياد / مكتب مراكش
انطلقت صباح اليوم بمدينة مراكش أشغال المؤتمر العالمي الـ19 للماء، بحضور نزار بركة وزير التجهيز والماء، وخطيب الهبيل والي جهة مراكش آسفي، وسمير كودار رئيس مجلس الجهة، إضافة إلى شخصيات وطنية ودولية رفيعة وخبراء متخصصين في قضايا المياه والبيئة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الوزير نزار بركة أن هذا اللقاء العلمي الدولي يسعى إلى اعتماد مقاربات مبتكرة لمواجهة أزمة الماء التي تتفاقم نتيجة الجفاف وتراجع الموارد وتزايد الطلب، مؤكداً أن الحلول التقليدية لم تعد كافية، ما يفرض تطوير آليات تعاون جديدة وصياغة توصيات قابلة للتنفيذ الميداني.
من جهته، أبرز يوان يوان لي، رئيس الجمعية الدولية للموارد المائية، أن المؤتمر يشكّل محطة محورية لتبادل التجارب والخبرات المتقدمة في مجال التدبير المائي، مشدداً على أن هذا الحدث ليس مجرد تجمع للخبراء، بل فضاء لبناء ثقافة مائية مستدامة وتدارس تأثيرات التغير المناخي. وأضاف أن اختيار مراكش لاحتضان هذه الدورة جاء اعترافاً برصيدها الحضاري ومكانتها العلمية في تاريخ تدبير الماء.
وحضر الجلسة الافتتاحية وزراء وخبراء ومسؤولو مؤسسات مائية من مختلف الدول، من بينهم محمد الإدريسي نائب رئيسة جماعة مراكش، إلى جانب ممثلي منظمات دولية ومراكز بحثية عالمية.
ويعود المؤتمر إلى المغرب بعد أكثر من ثلاثة عقود على احتضان الرباط لنسخته السابعة سنة 1991، ليشكل اليوم مناسبة لمناقشة التحديات المعقدة لندرة المياه، والبحث عن حلول جديدة تتجاوز المقاربات التقليدية، مثل التحلية، ومعالجة المياه، وإعادة استخدامها، وتقنيات التقاط الضباب.
وينظم المؤتمر على مدى أسبوع، ويضم أربع جلسات رفيعة المستوى وأكثر من 140 جلسة تقنية يؤطرها خبراء دوليون، إضافة إلى عروض علمية وملصقات بحثية وأروقة للابتكار والعرض التقني، وبرنامج زيارات ميدانية للاطلاع على المشاريع المغربية الرائدة في مجال التدبير المائي.
وسيُختتم اللقاء بالإعلان عن “إعلان مراكش”، الذي سيشكل وثيقة مرجعية جديدة لتعزيز التكامل بين البحث العلمي وصنع القرار العمومي والممارسات التطبيقية، وتوجيه الجهود الدولية نحو حماية الموارد المائية وضمان استدامتها.
وباحتضانها لهذا الحدث العالمي، تواصل مدينة مراكش ترسيخ حضورها كوجهة أساسية للمؤتمرات الكبرى وفضاء للتفكير في القضايا الحيوية المرتبطة بمستقبل الإنسان والبيئة.






