صوت العدالةـ عبد الحليم السعيدي
احتضنت جماعة كزناية، يوم 23 نونبر 2025، أشغال اليوم الثاني من اللقاء الوطني للحوار حول قطاع الصباغة والتزيين، الذي تنظمه الفدرالية المغربية للصباغة المعمارية بشراكة مع الجمعية الوطنية وجمعية ملتقى البحرين لفن الصباغة والتزيين، التي تكفلت بالاستضافة والإشراف الكامل على التنظيم. ويأتي هذا اللقاء في إطار دينامية مهنية متواصلة تهدف إلى خلق فضاء حواري يجمع مختلف المتدخلين للنهوض بقطاع يشكل ركيزة داخل منظومة البناء والتزيين المعماري بالمغرب.
وشهد اليوم الثاني حضورًا وازنًا لممثلي الهيئات المهنية، الفاعلين، وأرباب الورشات والمقاولات المتخصصة، حيث خُصِّصت الجلسات الصباحية والبعد زوالية لعرض مداخلات موسعة لرؤساء الهيئات، انصبت على تشخيص دقيق لمشاكل القطاع من زوايا متعددة. وتناول المتدخلون الإكراهات المرتبطة بغياب التنظيم القانوني الواضح، الفوضى التي تعرفها بعض المهن الموازية، ضعف التكوين المستمر، انتشار الممارسات غير المهيكلة، وغياب إطار يضمن حقوق ومكتسبات العاملين ويؤطر المسؤوليات المهنية بما يليق بحجم القطاع ودوره الاقتصادي.
كما قدمت مختلف الهيئات سلسلة من المقترحات العملية المرتبطة بتأهيل الموارد البشرية، تفعيل برامج تكوين المهنيين الشباب، تعزيز الحكامة داخل الورشات، محاربة الشغب المهني، وتنزيل مقاربة تشاركية بين الفاعلين المحليين والوطنيين من أجل تعزيز حضور المقاولة المغربية في هذا المجال. وركزت المداخلات كذلك على ضرورة تحديث أساليب العمل، إدماج التقنيات الجديدة، وتطوير الإطار القانوني بما يكرس الاحترافية ويعزز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وعرف اللقاء نقاشًا مفتوحًا بين المشاركين، أسفر عن بلورة توصيات أولية تُرفع لاحقًا إلى الجهات المعنية قصد اعتمادها ضمن رؤية وطنية شاملة لإعادة هيكلة قطاع الصباغة والتزيين وضمان تنميته المستدامة، مع توزيع شواهد المشاركة على المشاركات والمشاركين.
واختُتِمت أشغال اليوم الثاني برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تقديرًا للرعاية المولوية التي يوليها قطاع التكوين المهني والحرف التقليدية، وتجديدًا للتشبث بثوابت الأمة والالتزام بمواصلة العمل من أجل تطوير هذا القطاع الحيوي وخدمة التنمية المحلية والوطنية.

































